صباح يوم السبت الماضي، أعدَّت مريم غيدي وجبة الإفطار لعائلتها، وحملت كتبها وحاسوبها وشقَّت طريقها كي تلتقي بمشرفها الدراسي في جامعة بنادر لمناقشة الرسالة الخاصة بها
لقد كانت متحمّسة بشأن احتمال تخرّجها كطبيبة هذا الأسبوع، قبل أن يهزَّ العاصمة الصومالية مقديشو ذاك التفجير
فوجد والدها -الذي جاء إلى البلاد من المملكة المتحدة لحضور حفل تخرج ابنته- نفسه في جنازتها، فكانت مريم التي رحلت عن عمر يناهز 24 عاماً من بين من 300 شخص لقوا حتفهم في تفجيرٍ ضخم وسط المدينة، بحسب ما نقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية
وقالت هندا يوسف، والدة مريم غيدي: “لقد فقدت أعزَّ شخص في حياتي. لقد قتلوا كل أملي، أنا لا أعرف لماذا قتلوا ابنتي. أنا أسأل حركة الشباب: لماذا تفعلون بنا هذا السوء؟ فليساعدنا الله”. وأضافت: “كانت ابنتي فتاةً غير عادية، كانت طالبة مُحترمة، لم تعارض أبداً أيَّ شخص في العائلة، وأَحبَّها جميع جيراننا، نحن نناديها بـ”المحبوبة” بسبب شخصيتها الجيدة. لقد ربَّيتُها في ظروف عصيبة، وبعدما غادرت المدرسة الثانوية التحقت بالجامعة، وكان طموحها أن تصبح طبيبة”
وبعد لقاء مريم بمشرفها الدراسي، توقَّفت لفترة وجيزة في مستشفى التوليد، الذي كانت تعمل به بصفتها طالبة بكلية الطب، واتصلت بوالدتها لتخبرها أنها ستذهب لشراء بعض الملابس مع أصدقائها من أجل حفل التخرّج”. وقالت هندا: “تقريباً وقت آذان الظهر، سمعت انفجاراً كبيراً، ولكن صوت الأسلحة والتفجيرات يعد جزءاً من الحياة في مقديشو، لذلك لم أشعر بالقلق
وكانت مريم وأصدقاؤها في متجر قريب من فندق “سفاري”، عندما وقع الانفجار
تقول والدتها: “نحو الساعة الرابعة عصراً، تلقَّيتُ اتصالاً من أحد الأقارب، وأخبرني أن ابنتي مفقودة، فاتَّصلت بها ولكن هاتفها لم يرد، ظللت أحاول، ثم ردَّ عليَّ شخصٌ لا أعرفه، وقال لي إن ابنتي تُوفِّيت، وإن جثمانها راقد بالقرب من مدخل الفندق، حيث وقع الانفجار”. ودُفنت مريم، صباح يوم الأحد، في مقابر البركات شمالي مقديشو
(هافغتون بوست)