حوار ونمتابعة-خاص شبكة تحقيقات الإعلامية
إبتسام غنيم
أول فنان في العالم بعد بيتهوفن يستخدم الاتصال العظمي مع الصم.
مؤسس “فرقة الصامتون” المخرج رضا عبد العزيز: أريد جيلاً ريادياً مبدعاً من ذوي الاعاقة.
تأسست “فرقة الصامتون” في مدينة المحلة عام 2005 على يد المخرج ومصمم الإستعراضات رضا عبد العزيز، الذي اتخذ من أسلوب الموسيقار العالمي بيتهوفن في الموسيقى وحياً والهاماً، وهو ما يُعرف بالإتصال العظمي عن تحويل النغمات الموسيقية الى ذبذبات يحسها الصامتون عوضاً عن سماعها، ليصبح رضا بذلك أول فنان في العالم بعد بيتهوفن يستخدم أسلوب الاتصال العظمي مع الصم، وقام بتطويره عن طريق النقر على الكفوف والاكتاف ليتناسب وطبيعة الطفل الاصم.
ورضا قدم عدة إنجازات من خلال فرقته التي صارت عالمية من خلال مشاركتها بمهرجان المركز الثقافي الفرنسي (الذي كرمه لاحقاً)، وتقديم العروضات بعدد من الدول الاوروبية، فحصل على لقب سفير شرفي من اللجنة الفنية بالجمعية المصرية الدولية، كما كرمته أكثر من جهة دولية وخاصة
- لماذا اخترت اسم “الصامتون” تحديداً لفرقتك؟
عمدت إختيار هذا الإسم للفرقة لأنه خير معبر لعالمهم الصامت الساكن، (ويضيف) يهدف مسرحي إلى الإرتقاء بالطفل والناشئين الصم، بهدف خلق جيل ريادي مبدع من ذوي الإعاقة، ومنفتح على العالم، وقادراً على المشاركة في مجتمع مبدع ناضج فكرياً ومؤثر ومساهم في تطوير الحضارة الانسانية،(ويتابع) وقد حققت الفرقة بتجربتها الفريدة نجاحات رائعة للثقافة المصرية في مختلف المهرجانات الدولية والإحتفالات القومية التي شاركت بها داخل وخارج مصر، ووصفها النقاد والخبراء بالتطور المميز كون لغة التواصل ما بين أعضاء الفرقة والجمهور وصلت بالرقص وكسرت الحاجز بالفن والابداع.
- على ماذا تُركِّز بمضمون عروضاتك الراقصة؟
على نشر ثقافة السلام ونبذ العنف وإحترام الآخر ومناهضة العنف ضد المرأة والطفل والأقليات، واحترام حقوق الانسان في كل مكان من العالم.
- هل واجهت مشاكلاً في بداية تأسيس الفرقة؟
أكثر مما تتخيلين إذ كثر كانوا لا يؤمنون بفكرتي وكنت أشعر أني أحارب طواحين الهواء، وكنت لا أجد مسرحاً لإجراء البروفات أو لتقديم العروضات، فكنت أقوم بالبروفة في حديقة المدرسة او في بيتي، كما تعرضت لمعارضة بعض المعلمين للنشاط المسرحي اذ اعتبروا عملي مع “فرقة الصامتون” هو مضيعة للوقت وأنه يقلل التحصيل الدراسي للتلاميذ، لكني مضيت بفكرتي كون هؤلاء الصامتون في عالمنا العربي مكبلون بالقيود النفسية والإجتماعية التي تفرضها إعاقتهم السمعية، ويتحملون الكثير من المتاعب، ويعانون الكثير من الآلام لعدم تفهُم الاسوياء لطبيعة إعاقتهم، وكانت المفاجأة للجميع في نتائج إمتحانات نهاية العام أن الطلاب الأوائل على المدرسة كانوا أعضاء “فرقة الصامتون”.
- من خلال تواصلك مع الصامتين ما هو الشيء الذي يفتقدونه؟
يحتاجون الى الأمان والقبول الإجتماعي، إلى السواء النفسي، الحب والحنان والتواصل الوجداني، إلى الانتماء، إحترام الذات وتقديرها، النجاح والانجاز، وايضاً اللعب والفرح والفكاهة.
- أهم مميزات مسرحك الذي ابدع فيه الطفل الاصم؟
جعلته يُنفس عن انفعالاته وأفكاره وهذا ما منحه نوعاً من الإستقرار، وأن يتأثر بمن حوله وبالتالي يؤثر فيما يحيط به، ليشعر بكيانه أكثر وتزداد الثقة بنفسه، وايضاً شددت على الترابط الإجتماعي وتوحيد مشاعره مع الناس ، لأنه كلما ازدادت عوامل هذا الإتحاد زادت فرصة النجاح أمام الأصم في المجتمع، وبات قادراً على تحقيق غايته وهدفه.
- يعني الدرما لها تأثيراً كبير على الصم والبكم؟
طبعاً، فهي تتيح الفرصة للأصم ليخوض مواقف حياتية كثيرة ويضع حلولاً لمشاكله بمحاولة التكيف مع وضعه، وتجعله قادراً على معرفة شخصية الآخر فيصبح أكثر قدرة على التعامل مع الناس، كما تروّض جسمه وتنمي باقي حواسه
من خلال الرقص واللعب الدرامي والتعبير الجسدي الحركي وتنمي خياله ويصير قادراً على الابداع والعطاء اكثر، ويحقق رغباته بطريقة تعويضية ويخلص نفسه من الضيق والسخط والغضب .
- هل قدمت عروضات بالخارج؟
جلت بالفرقة في عدة بلدان وشاركنا بمهرجانات كثيرة، وفي الهند التقيت بفرقة للمعاقين يقدمون استعراضات راقصة رائعة وتم التعاون بين فرقتي وبينهم، فقدموا عروضاً حازت على اعجاب كل من شاهدها،(ويضيف) ألم يكن عميد الادب العربي طه حسين كفيفاً؟ الم يُبهر بيتهوفن العالم بموسيقاه وكان أصماً؟ وهيلين كلير الم تكن تعاني من أكثر من أعاقة وبلغت من الثقافة قدراً عظيماً واتقنت أكثر من لغة؟ كل هؤلاء كانوا مبدعون رغم الاعاقة، كما تم تسجيل فيلماً وثائقياً عن تجربتي مع “فرقة الصامتون” حمل عنوان “صرخة صامتة” وتم تناول مشواري والمعاناة التي واجهتها حتى أوصلت الفرقة للعالمية.