بدأ باحثون أميركيون، اختبارات السلامة السريرية على لقاح محتمل لمرض “كوفيد-19″، يتم حقنه تحت مستوى الجلد، واستخدام بروتينات من الفيروس لتحفيز جهاز المناعة.
وبدأت اختبارات السلامة على البشر بعد مرحلة أولى من الاختبارات المعملية. ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن الطبيب في مركز البحوث الصيدلانية في ولاية ميسوري الأميركية جون إرفين، قوله:”إنها أهم تجربة قمنا بها على الإطلاق، والناس يتزاحمون للدخول في هذه التجربة”.
ويحمل اللقاح الجديد الإسم الرمزي “INO-4800″، وهو من تطوير شركة “Inovio” للأبحاث الدوائية، وسيحصل 40 شخصاً معافى على اللقاح في مختبرات بولايتي ميسوري وبنسلفانيا، كما تعمل الشركة مع باحثين صينيين لبدء دراسة مماثلة في الصين قريباً.
وتعدّ دراسات المرحلة المبكرة هذه، خطوة أولى لمعرفة ما إذا كان اللقاح آمناً بما يكفي لإجراء اختبارات أكبر بشأن فعاليته، وحتى إذا سار كل شيء بشكل جيد، يتوقع الباحثون أنهم سيحتاجون إلى أكثر من عام قبل أن يصبح أي لقاح متاحاً على نطاق واسع.
وهذا هو اللقاح الثاني الذي يتم اختباره للسلامة سريرياً في الولايات المتحدة، بعد لقاح آخر تم البدء في اختباراته على البشر منتصف آذار الماضي.
وتشّبه رئيسة البحث والتطوير في “Inovio” العملية بأنها “مثل إعطاء الجسم ملصقاً عليه صورة مطلوب من مكتب التحقيقات الفيدرالي حتى يتمكن من التعرف على العدو”، في حال التعرض له.
ولأن اللقاح المحتمل لا يحتوي على الفيروس الفعلي وإنما بروتيناته فقط، فهذا يعني أنه لا توجد فرصة للإصابة بالعدوى بسبب اللقاح، كما يعني أن من الممكن صنعه بشكل أسرع بكثير من اللقاحات التقليدية التي تحتوي نسخاً ضعيفة لكن حية من الجراثيم.
وقام باحثو”Inovio” بتعبئة جزء من الشفرة الوراثية للفيروس داخل قطعة من الحمض النووي الصناعي، ليحقنوها في الخلايا كلقاح يعمل كمصنع صغير لإنتاج نسخ بروتينية غير ضارة من الفيروس، لتحفيز جهاز المناعة على صنع الأجسام المضادة الواقية ضدها.
وساهمت مؤسسة غيتس، التي يديرها الملياردير الأميركي بيل غيتس وزوجته ميليندا في تمويل الأبحاث لإنتاج هذا اللقاح.
في السياق نفسه وبعد تحذيره، قبل خمس سنوات، من وباء يهدد العالم، عاد بيل غيتس لتقديم المزيد من التوقعات بعضها متفائل وبعضها الآخر “صادم” كذلك الذي يتحدث عن الفترة الزمنية اللازمة للحصول على لقاح لكورونا، وفق ما نقل موقع “ساوت تشينا مورنينغ بوست”.
وأوضح غيتس أن لقاحات واعدة تحت التطوير رغم أن قلة منها ستكون فعالة، وأضاف “أن 10 لقاحات من أصل 100 لقاح قيد التطوير واعدة للغاية، بما فيها لقاح مموّل من اتحاد دولي مقره أوسلو يسمى التحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة”.
كما دخل أحد هذه اللقاحات العشرة، مرحلته الأولى من التجارب البشرية في 16 أذار، وستبدأ لقاحات أخرى في الاختبار في غضون الشهر المقبل.
وتوقع غيتس عودة المدراس والمصانع بمجرد أن تسيطر الولايات المتحدة على تفشي الفيروس في الإطار الزمني لنيسان وأيار.
والخبر السار، وفقاً لغيتس، هو أن العالم لن يواجه على الأرجح وباء آخر بعد فيروس كورونا لأن الدروس المستفادة حول الاختبار والمراقبة، والحلول الطبية الممولة دولياً الجارية الآن للاستجابة للأزمة الحالية، سوف تكون قادرة على احتواء مسببات الأمراض البشرية في المستقبل قبل أن تصل إلى “النطاق العالمي والمأساوي” للأزمة الحالية.
المصدر: لبنان 24