الكاتب: حسين المولى
لسنا عربا، لطالما استوقفني سؤال وحيرني، هل نحن عرب وما هي العروبة أصلاً؟ لأجد في أمنياتي إجابة تفرحني أننا لسنا عربا ولا نشبههم وإن تكلمنا العربية، لأبدء من حديث رسول الله (ص) ” ليست العربية لأحدكم بأب ولا بأم إنها لسان، فمن تكلم العربية فهو عربي” والذي يستند إليه العروبيين في لبنان لإثبات هويتنا العربية، والذي يعني أن كل من يتكلم العربية في أي مكان على الأرض فهو عربي اللسان، وعليه فإن أفخاي أدرعي الصهيوني الذي يتحدث العربية الفصحى أكثر من حكام الخليج العربي هو عربي، ووزير خارجية روسيا عربي.
إذاً برأيي ليست اللغة مقياساً للهوية، وإلا فإن شعوب المستعمرات السابقة لفرنسا في أفريقيا، والتي تتكلم الفرنسية هي فرنسية.
هذا وإن لغة أهل الشام قبل الفتح الإسلامي هي الآرامية، حيث حلت العربية محلها بعد الفتح الإسلامي العربي.
ولا نشبههم في التاريخ وتاريخهم منسي ومهمش قبل بعثة محمد، فلا تجوز المقارنة، و حوض المتوسط مهد الحضارة العالمية منذ المستوطنات الأولى التي أقيمت في عام 9000 قبل الميلاد في أريحا. والبحر الأبيض المتوسط رمز للإبداع، وللبحث عن معاني الحياة والحكمة، ولمحبة الناس والطبيعة. وقد كان هذا البحر دائما بيئة أفرزت أشخاصا متميزين قدموا إسهامات ملحوظة في تطور التاريخ في الفلسفة، والفن، والموسيقى، والأدب، والعلم والتكنولوجيا، والحرف.
هذا وانتشرت حضارات رائعة في جميع أنحاء حوض البحر، من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب، ومن بلاد ما بين النهرين إلى مصر، ومن الأناضول وطروادة إلى مقدونيا، ومن دويلات المدن اليونانية إلى الحضارة الفينيقية، ومن قرطاج إلى روما، ومن بغداد إلى الأندلس، ومن بيزنطة إلى الإمبراطورية العثمانية ومن الإسكندرية إلى بولونيا، وشكلت قاعدة لحضارات العالم. ولا يمكن للمرء أن يتصور تاريخ العالم، بدون الحضارات المصرية والهيلينية والرومانية والفينيقية بلاد ما بين النهرين، ومكتبة الإسكندرية القديمة في مصر، منذ إنشائها في عام 300 قبل الميلاد،( واحدة من أكبر وأهم المكتبات في العالم القديم) شاهد ، وبيروت أم الشرائع منذ العهد الروماني شاهد، وشرائع حمورابي شاهد وجنات العراق المعلقة شاهد.
آلهتنا حتى لا تشبه آلهتهم، فآلهتنا للحب والخير والجمال، وآلهتهم تمر تؤكل عند الجوع وتدعوهم للإقتتال.
نساؤنا من عمر تاريخنا، حين كانوا يئدون فلذات أكبادهم.
لا نشبههم في الجغرافيا فأرضنا معطاءة وخصبة، وأرضهم صحراء قاحلة.
لا نشبههم في الثقافة ولا التاريخ ولا الجغرافيا ولا بإنسانيتنا وكبريائنا، لا نشبههم بحاضرنا ففينا من العز ما يغرق صحراءهم، لسنا أعرابا ولن نكون.