Tahkikat News مجلة الكترونية يومية شاملة
مقالات مشابهة
رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية
بعد الحالات الشاذ التي عايشها المجتمع اللبناني خلال الأسابيع القليلة الماضية، من موت الطفل محمد وهبة عبى أبواب المستشفيات في طرابلس في شمال لبنان، وما تبعه من تسليم جثة مولود حديثي الولادة بكرتونة في مستشفى الحياة في بيروت، وما تخلل هذين المشهدين من يوميات صادمة ومريرة عايشها الشعب اللبناني بكل تفاصيلها المُرّة والسوداء.
وبعد أن وصلتالأمور إلى مستويات من الإهمال لا يمكن معها الإستمرار في ذات النهج التخريبي، خاصة التخبط في إعلان التشكيلة الحكومية الساقطة أصلاً، بفعل التناقضات التي تحتويها، ولأنها تُبنى على قاعدة توزيع المغانم، دون أية أفكار انمائية تخدم الناس وصمودها في أرضها ووطنها.
خرجت دعوات لمظاهرات حاشدة الأحد المقبل في العديد من المناطق اللبنانية، لإيصال الصوت بالطرق السلمية وللضغط من أجل البحث عن حلول تقينا مخاطر أعظم وأكبر، لأن الأوضاع ما عادت تسمح بالمزيد من الإهمال والفوضى الحاصلة، فالشعب مات فعلياً وعايش الفقر بكل صُوَرِه السلبية، ووصل فعلاً إلى النهاية مع هؤلاء الحكام الخونة لوطنهم وشعبهم، ومن سمح لهم بالطغيان وأخذ ألقاب الزعامة وخلافها.
لكن، المضحك في الأمر أن الأحزاب اللبنانية أو بمعنى أصحّ “أحزاب السلطة”، استشعرت المخاطر من الدعوات للتظاهر وقررت أن تدعم تلك التحركات، لا بل تُشارك فيها، من باب الضغط على الدولة ولمكافحة كل أنواع الفساد وأشكاله، فهؤلاء لم يسلموا وينتهوا من الضحك على الناس واسغبائهم، ظناً منهم انهم بموقفهم هذا سيعيدوا الثقة بهم، فلا وألف لا،
أنتم سبب دمار هذا الوطن، وما سلوككم المريب هذا إلا لمحاولتكم ضياع البوصلة من جديد، وكسب المزيد من الوقت، فأيامكم لا بد وأنها ستكون معدودة، ونهايتكم في مزابل العار وهي عليهم قليلة.
للشعب نقول، تحرروا من قيود شياطين السياسة في لبنان، ثوروا لأجل قضاياكم لا قضاياهم، توحدوا من أجل مستقبلكم وأولادكم، ولا تسمحوا لأحد منهم أن ينبنى قضاياكم، اثبتوا وراهنوا فقط على صرخاتهم المدوية.
وحذار، ثم حذار، من صوغ شعارات فيها من الشتيمة ما يجعلكم في موقع الشبهات، ارفعوا الشعارات الوطنية فقط، واصدحوا من أجل حقوقكم، دون شتيمة أو كلام ومفردات قد يتم استغلالها بالطرق الخاطئة، لأن عيون السلطة واحزابها عليكم، تنتظر ساعة القبض عليكم واضعاف تحركاتهم، وهي دائماً ما تراهن على خطأكم لتنال منكم، فكونوا بحق دعاة مطالب وطنية معيشية، من بواية أنكم أبناء هذا الوطن ولكم على الوطن الكثير.
