هناك من لا يُعير إحتراماً لموقعه الديني، فيتصرف إنطلاقاً من أن ما هو عليه، يجعله بعيداً عن الإنتقاد، أو التصويب صوب ما قد يرتكبه من أخطاء، فيعيش في دنيا أحلامه وأوهامه، متناسياً أنه وحتى لو رحمته وساخة الأرض ومن عليها، فلن ينجوا من عدالة السماء
القضية اليوم طبعاً لا يجوز تعميمها، وهي حالة فردية ساقطة، يتبرأ منها أي عاقل، وخاصة رجال الدين منهم، من هم أساس هذا المجتمع واستمراريته
آخر فصول ما حدث في لبنان هو ما كشفته التحقيقات التي أجرتها قاضي التحقيق في جبل لبنان رانيا يحفوفي في قضية احتيال وتزوير شيكات مصرفيّة، بطلها هذه المرة رجل الدين علي شكر” في العملية، إذ تم استدعاءه اليوم الأربعاء بعد اكتمال كلّ المعطيات التي تُثبت ضلوعه في هذه الجرائم المذكورة التي ادّعت عليه النيابة العامة الإستئنافيّة بموجبها
هذا وأخضعت القاضية يحفوفي قبل ظهر اليوم رجل الدين المذكور – غير المعمّم – لاستجواب مطوّل، وواجهته بالأدلّة والمستندات المتوفّرة لديها، والمتعلّقة بحصوله على شيكات مصرفيّة على بياض يقوم بتعبئة مندرجاتها وهي مسحوبة لأمره، بحيث يوقّعها باسم أصحابها ويبرزها إلى المصرف من أجل صرفها وقبض قيمتها. وبعدما علِم أصحاب العلاقة بأمر الشيكات المزوّرة بأسمائهم، تقدّموا بشكاوى ضدّه أدّت إلى فتح تحقيق بالموضوع وتوقيفه
وتحدثت المعلومات المتوافرة أنه فور ختم القاضية رانيا يحفوفي التحقيق وإصدار مذكرة التوقيف بحق المستجوب، أودع نظارة قصر العدل، إلا أنه سرعان ما أصيب بنوبة عصبية استدعت نقله إلى أحد المستشفيات حيث أُعطي العلاج المناسب قبل أن يُعاد نقله إلى السجن