رصد متابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية
“بدنا زبائن للمحل” ، بهذه اللافتة أراد صاحب إحدى المؤسسات التجارية محاولة جذب الزبائن والإلتفات إلى الواقع المزري ، حيث ما في الواجهة يبقى مكانه من دون أن يُباع ، فالناس فقط تتفرّج وليس في اليد “سيولة” لتشتري ما تريده ، فحاجياتها من الطعام الضروري لم يعد بالإمكان جلبه ، فكيف الحال بشراء الثياب وخلافها.
لبنان يعيش اليوم أسوأ مراحله ، والناس تأنُّ جوعاً وقهراً ولا من يسأل ، فالدولة اللبنانية إلتهت في إقامة قمة عربية والتحضير لها ، فيما كان الأجدى الإلتفات ولو جزئياً لحراك الناس ومعاناتهم وما يمرون فيه من ظروف قاهرة ، باتت تُشكل خطراً حتى على بقائهم على قيد الحياة ، في بلد الظلم والفساد والنهب والمحسوبيات.
الناس هبَّت إلى الشارع قليلاً ، لكنّ اليوم جمّدت مفعول حراكها لأنها ما عادت تُصدِّق أحد ، فهي استسلمت لقُطّاع الطرق والمرتزقة والفاسدين والمفسدين ، وقررت العيش تحت رحمة طبقة سياسية ساقطة ، باعت الوطن بأبخس الأسعار ، ووهبت الشعب للقدر الظالم والأسود.
لبنان اليوم لا يُحسد على موقفه ، والناس لا تُحسد على عيشتها السوداء ، وحدهم زعماء الكراسي عبدة المال من يسرحون ويمرحون ، وحدهم من يعيشون في أحسن حالاتهم ، فيما الناس في مهب التجاذبات ورياح الإنقسامات ، وفوضى الخطابات والمفردات والشائعات.
فهل يرحمنا القدر ؟!