حقن المرضى بالخلايا الجذعية فأصيبوا بالعمى
كشفت الدكتورة ميريان فسادة فهددها بالاتهام بالجنون وأقالها
خاص شبكة تحقيقات- أ/ غ
“التاريخ يكرر نفسه لكن بسيناريو جديد ومختلف”، أضحت تلك العبارة تنطبق في كل زمان ومكان، على مر الاجيال فاليوم تشهد مصر قضية جديدة من الفساد المتهم الأول بها هاني نصر، ابن رئيس المخابرات المصرية الاسبق صلاح نصر (الذي حوكم بتهمة انحراف جهاز المخابرات بعهد الزعيم جمال عبد الناصر الذي لم يكن يعلم بالانحرافات وما يُدبر له لولا شهادة المنتجة اعتماد خورشيد التي شهدت في محكمة الثورة ضد نصر لنصرة زعيم الامة)، من طرف الدكتورة ميريان جرجس سليمان ميخائيل الطبية في معهد الرمد للعيون، والتي كشفت الفساد الذي يحصل في المعهد ويتستر عليه هاني نصر الذي قام بتهديدها كي لا تتكلم ثم بفصلها.
الأمر الذي جعلها تقوم باللجوء الى المحامي بالنقض الاستاذ رأفت يونس احمد الذي تولى القضية الحدث.. وتقول الدكتورة ميريان:
بعد أن نلت الامتياز من جامعة القصر العيني عام 2012، ذهبت على الفور الى معهد الرمد وكان الدكتور محمد نوح يتولى منصب المدير حينذاك، وكان شخصية محترمة جداً.
وبعد ثلاث سنوات من عملي بالمعهد الذي كانت الامور تسير فيه على خير ما يرام، فوجئنا بهاني نصر يحل مديراً للمعهد بدلاً من الدكتور نوح، وذلك قبلان يصبح مديراً عاماً في الهيئة التعليمية اي هاني نصر الذي ما ان استلم المعهد حتى انقلبت الامور رأساً على عقب وصار الفساد يتفشى بالمعهد.
وعيّن نائباً عنه هو حسام عمر الرشيدي، وكان ان ثار العمال وطالبوا بطرده لانه منع عنهم الاقتصادي (اي الحوافز التي تُضاف على رواتبهم) وصار يتقاضى نصيب الاسد، فرفع العمال الاحذية بوجهه لاعتراضهم على تصرفاته لانه كان يعاملهم كالرعاع وطالبوا بتغييّره، وانا كنت متفانية بعملي جداً واقوم بواجبي على اكمل وجه، وعندما حصلت واقعة الاقتصادي لم يشهد معه اي لهاني نصر سوى حسام.
عمرالذي يعتبر رجلاً فاسداً اخلاقياً بالتمريض وسمعته سيئة على المستوى المهني، حتى الفاظه مع الجميع كانت نابية، وكان يأخذ “إتاوه” اي اموالاً غير مشروعة من حساب العمليات التي نجريها، وعندما اعترضت صار يمنعني من اجراء العمليات وكانت نواياه سيئه تجاهي وبالتالي هو الحامي الامين لهاني نصر، وكان ذلك عام2014 وحصل ان اتى مريضاً عمره 20 سنة تم تشخيصه بالخطأ من حسام عمروكانت النتيجة ان الشاب فقد بصره.
وهنا قامت الدكتورة اسماء التي كانتتعمل تحت التهديد من قبل حسام عمر الى شكواه لهاني نصر الذي رفض الاستجابه لشكواها لانه اي حسام عمر محسوباً عليه، وبعدها تم التعتيم على موضوع الشابالذي فقد بصره وتم تعييّن هاني نصر مديراً عاماً للهيئة التعليمية، وعين مديراً قريباً له هو محمد صلاح.
وتضيف: ما إن تسلم هاني نصر منصبه بالهيئة حتى اقال ثلاث من المحققين كانوا يكتبون تقاريراً عن فساده وترك اثنان من المحققين كانا يكتبان لصالحه، وطبعاً تفشى الفساد اكثر في معهد الرمد التزكاري لاسيما فيما خص حقن لمرضى بالخلايا الجذعية وعرفت بالصدفة ما يحصل اذ كانوا يوهمون المريض انه سيشفى بالحقن الجذعية في عينيه ويعطونه أملاً كبيراً باسترجاع بصرهمئة بالمئة وتكون النتيجة هي اصابته بالعمى.
عندها ذهبت بكل طيبة خاطر لأخبر المدير محمد صلاح بالوقائع واننا نسمع شتائماً بأقبح الالفاظ وندفع “إتاوه” وكيف يتم مضايقة المرضى حتى يدخلون للعلاج بدرجة اقتصادي وليس المجاني حتى يدفعون اموالا وهم لا حول ولا قوة لهم.
وكان المدير صلاح يؤازرني خصوصاً عندما اخبرته ان حسام عمر يهددنا ويقول لنا انه يستطيع اخفائنا وراء الشمس!! فسألني حينها المدير صلاح اذا كان معي دليلا على كلامي فقلت له اني سجلت له تهديداته واسمعته اياها، وحتى ذلك الحين كان يسمعني بأهتمام ويبدو لي انه يتعامل معي بشكل ودي، وطلبت منه ان يتصرف بشكل ان لا يتعرض اياً منا للأذى فوعدني خيراً.
وما ان غادرت مكتبه حتى استدعى رئيس المجموعة واخبره بما قلت فرد عليه من اني مريضة نفسياً ومن ان والدي (وهو طبيب على المعاش) هو من قال له هذا الكلام، وطبعاً كل ذلك كذباً الهدف منه التجريح بسمعتي، وصاروا يمنعونني من اجراء العمليات ولجأت مجدداً الى محمد صلاح فطلب مني ان اكتب شكوى رسمية بخط يدي ففعلت فأخذوها وتم حفظها، وتم من بعدها منعي من اجراء العمليات وذلك عام 2015، فأخذت اجازة مرضية لارتاح فما كان من هاني نصر.
الا ان الغى اسمي من معهد الرمد نهائياً، عندها ذهبت الى مستشفى رمد امبابة للعيون، واخبرت هاني نصر اني سأكشف فساده بالمعهد وعن حقن المرضى بالخلايا الجذعية فقال لي “لن يصدقك احداً وسأتهمك بالجنون”، وكل الرسائل موجودة عندي وبصراحة انا خائفة من هؤلاء الناس لان الأذية بطبعهم عندها قررت اللجوء الى القضاء ووكلت المحامي الاستاذ رأفت يونس احمد بالقضية.
وبسؤالنا للمحامي الاستاذ رأفت عما يترتب لهذه القضية قال:
القضية تحمل ابعاداً على قسمين، القسم الاول هو التظلم الذي تعرضت له الدكتورة ميريان بأقالتها على ان تعود للعمل في المعهد الذي كانت تعمل به، والقسم الثاني متعلقاً بالفساد الحاصل بالمعهد والذي سنقوم برفع دعوى ضده وبالتالي بالتهدادات التي تعرضت لها ميريان من هاني صلاح نصر ونائبه مع احتياطياً البحث عن الفساد الذي أدعت عليه موكلتي وتقديم شكوى للرقابة الادارية مع استدعاء المرضى المتضررين، وبعد التحقيق بالوقائع سيتم اقالته اي لهاني نصر من نصبه فيما لو ثبتت عليه التهم.
كما سيُحظر عليه مناصباً اخرى وثالثاً سنأخذ عليه حكماً بالسجن بتهمة اثارة الفساد بالمعهد وطلب تعويض لميريان عن الضرر النفسي والمعنوي الذي اصابها به، وقد يسجن بتهمة الفساد الاداري من عامين الى ثلاثة اعوام مع الزامه بدفع التعويضات والغرامات.