في مشهد محزن غابت فيه كل المشاعر الإنسانية عاشته اليوم عائلة المغدورة منيرة شحيتلي من شمسطار البقاعية وهي تتلقى واجب العزاء في منزلها فيما كان الجاني ابن الضحية صابر عميري (34 عاما سوري الجنسية) يصل الى مسرح الجريمة في محلة شيخ الحبيب في بعلبك لإعادة تمثيل جريمة القتل البشعة التي اقترفها في حق والدته الخمسينية بدم بارد ثم توجه الى عمله لاكثر من 7 ساعات ليعود عند السادسة مساء ليأخذها الى المستشفى ليتستر على جريمته.
وحضر تمثيل الجريمة المدعي العام في بعلبك القاضي كمال المقداد الذي قد تمكن في فترة لا تتجاوز الـ 24 ساعة على حصول الجريمة التي وقعت في الاسبوع الفائت من كشف ملابساتها حيث اعترف الابن بجريمته وتفاصيلها بالاضافة الى رئيس قسم المباحث في البقاع فادي الحلاني وعدد من الضباط والرتباء.
وصل الجاني عند العاشرة صباحا الى مكان الجريمة وهو محاط بعدد كبير من عناصر القوى الأمنية وقام بتمثيل الجريمة وهو في حال انهيار ولم يستطع التوقف عن البكاء. وشرح للمقداد كيف نشب الخلاف بينه وبين والدته وكيف اقدم على قتلها.
وكان القاتل الذي لم يكن في اعتقاده أن عملية تسكير فم والدته ستأتي بنتيجة عكسية. شرح بأنه خنق والدته من دون ان يعي ماذا يفعل فقد نشب خلاف بين المغدورة وابنها جراء ضرب الاخير هرة وقال: “لم ابخل عليها بشيء ابدا وكنت اضرب هرة سوداء فغضبت واصبحت تصرخ بصوت مرتفع فدخلت المرحاض ولدى خروجي وجدتها تجلس عند حافة داخل المنزل وتسبني وتصرخ وانا ورائها فوضعت يدي على فمها ولم ادر غير اني مسكت الايشارب الذي تضعهه على رقبتها وخنقتها به دون ان اعي ماذا افعل”.
واكمل تفاصيل جريمته انه عمد على نقل والدته الى مكان نومها وتغطيتها بحرام وذهب الى عمله وقام بعدد من الاتصالات مع شقيقتيه مريم وفاطمة حيث تقطنان في سوريا ويخبرهما ان والدتهما توفت من دون شرح اسباب الوفاة حيث قال لهم: “البقية بحياتكن امي توفت”.
كذلك اجرى اتصالا بشقيقه احمد، لكن الاخير لم يرد عليه وعند عودته من عمله قرابة السادسة مساء عمد على نقل جثة والدته الى المستشفى ليخفي وقائع جريمته على انه عثر عليها متوفيه غير ان اثار اصابع يده على رقبة المغدورة وفمها كشفت امر الجريمة.
ولدى تمثيله الجريمة اعلن ندمه، وقال: “لو بموت هلق احسنلي بدعي الله يسامحني وياريت يعدموني”. وسأل المدعي العام ان يسامحه ويساعده في السفر الى خارج البلد.
وبعد انتهاء تمثيل الجريمة غادر الجاني المكان وهو مكبل اليدين بواسطة سيارات تابعة الى القوى الأمنية وسط إجراءات مشددة واميط اللثام عن هذه الجريمة على مرأى العشرات من أهالي المدينة وأقرباء المغدورة
(النهار)