بعد إنتشار شريط فيديو يصوّر النائب عن محافظة عكار في كتلة المستقبل وليد البعريني وهو يتوجه فيه الى مديرة الاخبار والبرامج السياسيّة في قناة الجديد مريم البسام بالقول:”جربي رجولتي بما يرضي الله”.
توالت ردود الفعل الشاجبة لهذا الكلام، خاصة وأنه صادر عن نائب يمثل شريحة هامة من اللبنانيين، ولا بد من أن يكون موزوناً في مواقفه وتصرفاته الى الحد المعقول والمقبول.
قناة الجديد علّقت على الكلام المنسوب، واضعةً إياه في اطار “المزايدات الذكورية” غير المفيدة، والتي لا يمكنها أن تبقى تمرّ من دون لفت نظر، لخطورتها على المجتمع.
وفي اتصال هاتفي اقامته الجديد مع النائب عن كتلة المستقبل النيابية رولا الطبش وحيث ان البعريني احد اعضائها، رفضت التعليق على القضية، قائلة “عندي شي اكبر منكون”، فَعَمَتها بدلاً من تكحيلها.
هذا وعلّقت رئيسة “الكتلة الشعبية” ميريام سكاف على حسابها عبر “تويتر” بالقول: ” تصريح ذكوري من نائب بيهّد كل الآمال”.
وأضافت: “الغريب إنو وزير شؤون المرأة ما تحرّك للدفاع عن وزارتو يلي بتمثل النساء, والاغرب هوي البعض يلي بيفكر انو المواقف هيي بالاستعرض الرجولي”.
وبغض النظر عن الخلاف بين النائب البعريني والجديد او مديرة الاخبار مريم البسّام، يبقى ان حدود كلام البعريني خرج عن السياق المطلوب، وبالتالي أخرج أحقية ما قد يكون مُحِقًّا في إيصاله.
يبقى أن تعي المؤسسات الاعلامية سقف مفرداتها، كما ويعلم النائب أنه صورة عن مجتمعه وناسه، وكلامه سيترك حتماً أثراً في نفوس الناس، من هنا وجب الانتباه لما يُبث ويُسرب ويقال، لكون المجتمع ما عاد ينقضه هكذا عراضات.
مشكلة لبنان هي في هذا الكم من التعالي السلبي المتبادل والتعاطي الوقح بين المكونات كافة، كما ومحاولة كل جهة التذاكي على بعضها الآخر، لتأجيج الشارع المتقلب الأهواء، والمنتظر ساعة “حدوث الاشكال”، لتبدأ عملية التقاذف، وتضيبع البوصلة على الناس وتمييع قضاياها.