رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلاميّة
تعمد السلطة السياسية الحاكمة لتمرير المشاكل على الناس بشكل متقطِّع ومدروس ، ثم تبتكر الألاعيب التي تجعل معها الناس ترضى بذات الإجراءات السابقة ، لا بل تتظاهر لمنع المسّ بها.
هو تمامًا ما حصل في أزمة الودائع بعد قرار مجلس شورى الدولة وما نتج عنه من مظاهرات لمنع إلغاء قرار المصرف المركزي بتسليم الودائع على سعر 3900 ليرة لبنانيّة.
هذا نموذج صغير عن مهارات الخداع الكثيرة التي بحوزة السلطة السياسية ، وهي تراها ستبتدع بعد المزيد من الطرق لجعل الناس ترضى بالوقوف لساعات أمام محطات البنزين ، وبدفع أضعاف مضاعفة ثمن علبة دواء وكيس حليب وعلبة لبنة ومنقوسة وتشتهي اللحم والدجاج وتبقى تعيش الذلّ أبدّ الدهر.
وستجعل من هذا الشعب يتعايش مع غياب الكهرباء وانقطاعها لساعات ، وأزمة المياه المتكررة خاصة في فترات الصيف ، وعشرات آلاف المشاكل المتراكمة.
إنّ شعبًا عاجزًا حتّى عن رفع الصوت في وجه السلطة وقراراتها ومافياويتها وتجبُّرها بحق الناس ، يستحقّ أن يبقى يعيش حياة الهوان والإستضعاف دون التفاخر يومًا بأنّه شعب مقاوم ومُضحِّي وجبّار ، فتلك صفات إن لم يختبرها الإنسان في نفسه وقت الشدائد ، تكون مجرّد أكاذيب وأوهام وشعارات فارغة.