ثمّن الرئيس فؤاد السنيورة “عاليا، الانتفاضة الشعبية والشبابية التي شهدها ويشهدها لبنان منذ السابع عشر من الشهر الجاري”، واعتبر في بيان، أن “ما شهده ويشهده لبنان منذ ذلك التاريخ حتى اليوم، أعاد إحياء الأمل بلبنان الموحد السيد الحر المستقل القائم على العيش المشترك الإسلامي المسيحي الذي أطلقه الاستقلال الأول عام 1943 وأعاد تثبيته وتجديده إتفاق الطائف والاستقلال الثاني عام 2005”.
وقال: “ان انتفاضة السابع عشر من تشرين المباركة هي حدث لم يحصل على مدى تاريخ لبنان الحديث حيث أعاد شباب وشابات لبنان عبرها توحيد اللبنانيين وجمعهم في ساحة واحدة تبدأ من عكار وساحة النور في طرابلس الأبية عروس الثورة في الشمال، لتصل الى مستديرة العلم في وسط مدينة صور الصامدة المناضلة مرورا بقلب بيروت وجل الديب والذوق والجبل وصيدا والنبطية والبقاع وكل نقاط الانتفاضة الحيوية”.
وتوجّه الى “شابات وشباب لبنان الذين انتفضوا بعفوية صادقة، وفرضوا لغة جديدة عمت لبنان كله وحلت محل اللغة الطائفية البالية، بالتحية والتقدير والاعتزاز والفخر لهذه الوقفة المشرفة التي تحمل إلى اللبنانيين الأمل المتجدد، وتعيد تذكيرهم بالأسس والمنطلقات التي لطالما حلموا بها. حيث أعلن الشباب تمسكهم بالدولة المدنية ومؤسساتها مطالبين بالتصدي الحازم لكل أشكال الفساد والإفساد تحت سلطة القانون والقضاء العادل والمستقل والنزيه، وكذلك الالتزام الثابت بأحكام الدستور والقانون وبحماية الحريات العامة وكذلك الإلتزام بأصول وقواعد الحوكمة والحكم الرشيد”.
وخاطب شابات وشباب لبنان، قائلا: “ما جرى منذ يومين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح من اعتداء على المعتصمين أمر مهين للبنانيين ومرفوض ومدان ولا يمكن القبول به على الاطلاق، وعلى السلطة القضائية والاجهزة الامنية ان تجري تحقيقا دقيقا بهذا الاعتداء ومن وقف خلفه، وأن تلاحق المعتدين المعروفين والظاهرين. لقد استطاع شباب لبنان وشاباته كسر حاجزي الخوف والصمت وأن يرهبوا الإرهاب إذ صمدوا بوجه محاولات الاعتداء وأذعروا المعتدين، وهم قد نجحوا وفي لحظة تاريخية واستثنائية بتحويل المشكلة الفردية لكل مواطن لبناني إلى هم وطني. وأثبت الجسم اللبناني بالتالي مناعته وقدرته على ابتكار وسائل الدفاع عن ذاته لأن الطبيعة تستطيع أن تقاوم المرض عبر التمسك بالحياة”.
وتوجّه السنيورة الى “شابات وشباب لبنان الذين مارسوا السياسة بأنقى أشكالها عبر شعارات غير سياسية”، بالقول: “حذار من العودة الى الوراء وإهدار ما حققته انتفاضتكم المباركة، وحذار من العودة الى الساحات والمواقف الطائفية والمذهبية لكي لا يقوم أعداء الانتفاضة وأعداء وحدة اللبنانيين بالانقضاض على روح انتفاضة شابات وشباب لبنان المباركة لإعادة تقسيم الساحات”.
وثمّن “الموقف الوطني للجيش اللبناني وكفاءته وحكمته وصبره ومثابرته في حماية اللبنانيين وصده لمحاولات قمع الحق بالتظاهر السلمي، وكذلك تثمين عمل وجهد كافة المؤسسات الأمنية الأخرى التي عملت من أجل حماية المتظاهرين”.
وأكد على “الشابات والشباب أن يحافظوا على الشمولية الوطنية للانتفاضة ومدنيتها ونبذ محاولات الإنجرار وراء زواريب الطائفية والمذهبية، لكي يحافظوا على روح هذه الانتفاضة الوطنية التي ستفتح الطريق الى المستقبل الواعد بوطن سيد حر مستقل حديث ومتطلع دوما الى الامام”.