رئيس التحرير – محمود جعفر
تعتقد الأوساط السياسية في لبنان على اختلافها أن الثورة الشعبية قد دُفِنت ، وما التحركات التي تحصل سوى روح سابعة لبعض المجموعات التي ما زالت تراهن على نبض الشارع.
القوى السياسية الحاكمة على اختلافها ، ونقصد بالحكم هنا ليس فقط من يتمثل في الحكومة ، بل من لديه نفوذ سياسي وإداري في شتّى المؤسسات ، تراهن على تضييع صوت الناس عبر التركيز على اعمار بيروت والمساعدات والزيارات الخارجية التي تحاول الطبقة السياسية استغلالها لصالحها ، وتعتبرها بمثابة فكّ العزلة عنها.
الحديث اليوم بين تلك القوى السياسية عن إعادة ضخ الدمّ للوجوه التقليدية ، عبر إنتاج حكومة سياسية معقدة التشكيل ، تعيد للبنان أيامه السوداء ، تحت عباءة الوحدة الوطنية وحقوق الطرائف ودعم قوى غربية لها.
ولا شكّ أن العيون تشخص صوب المساعدات ، في محاولة من السلطة السياسية لكسبها في عملية إخضاع الشارع اللبناني من جديد ، ومحاولة سرقة ما تيسر منها ، رغم الرقابة الدولية على عملية التوزيع ، علّها بذلك تعيد الأمل لها بشراء ذمم الناس بتنكة زيت وبعضاً من الأرز والخبز.
في المحصلة ، نحن أمام اشتداد عيدان هذه الطبقة السياسية من جديد ، التي لا تترك مناسبة إلا وتحاول الاستثمار بها لصالح بقاؤها ، مما يعني مزيداً من التخبطات في المدى المرتقب.
يبقى ، أن لا يخفت أبداً صوت الناس وسط الساحات.