من المفترض نيل الحكومة اللبنانية الثقة من المجلس النيابي بأغلبية مطلقة باستثناء كتلة حزب الكتائب والنائب بولا يعقوبيان كما عبّروا صراحة حتى الساعة عن حجبهم الثقة عنها ، بعد مناقشة مرتقبة للبيان الوزاري يومي الثلاثاء والأربعاء.
الثقة الآتية من كون الحكومة تُشكِّل صورة مصغرة عن مجلس نيابي ، اعتاد عليها الرأي العام اللبناني في كونها حدثاً فولكلورياً لا أكثر ، حيث بعض الخطابات الرنانة والشعبوية ، على حساب اي مناقشة عملانية وجدية للبيان الوزاري ، والذي لا يعدو كونه في كل ما مضى وسيمضي من حكومات مسألة صورية “لا بتقدِّم ولا بتؤخِّر”.
الثقة الشعبية بانجازات قد تحققها الحكومة الحالية يساوي ما دون صفر ، كون التجارب الماضية تؤكِّد على ذلك ، وهذه الاجواء الايجابية المعكوسة من الاطراف السياسية رافقت تشكيل كل الحكومات ، وهي لا تعدو في كونها حالات تكاذب على الناس ، فكيف الحال بحكومة تم تركيبها بشكل غريب عجيب.
يبقى الضغط الشعبي ان يزداد ويستمر ، لتبقى حناجر الناس واصواتهم تصدح في آذان المسؤولين، وهم إن لم يسمعوا مرة وعشراً ومئة وألف ، سيسمعون حتماً بعد ذلك ، ويرضخون ، والرهان فقط على صبر الناس وتحملهم على الاستمرار في مسيرة النضال دون توقف.