كتب| د. محمود جعفر
هبّ الطلاب الجامعيون دعماً للإنسانية ، عبّروا عن هول ما تشاهده أعينهم من مشاهد القتل والتنكيل على مرأى العالم ، وهكذا فقد عادت للجامعات مهمتها الأولى ، وهي بدء الثورات المُحِقّة والتأثير على صانعي القرار ، وبداية إحداث الخرق المطلوب.
المُشاهِد للحراك الطلابي الإحتجاجي في العديد من الجامعات الأميركية ، يتوصّل لخلاصة واحدة ، وهي زيف إدّعاء الديموقراطية التي لطالما عملت أميركا إلى نشرها على مستوى العالم ، ديموقراطية وهمية احتلت من خلالها هذه الدولة ، كيانات بأكملها ، فيما الغاية هي سرقة موارد المستضعفين والسيطرة على الشعوب فكرياً وثقافياً.
تمكّن الطلاب الجامعيون وفي غضون وقت قصير ، من تعرية إمبراطورية بأكملها ، وحذف أرشيف من عمل الدبلوماسية الأميركية لطالما تغنّت به ، وهي اعتبار نفسها صانعة الديموقراطية في العالم من خلال منظمات ومؤسسات وجمعيات تابعة لها هنا وهناك.
مشاهد التضييق على الحراك الطلابي وقمعه بالقوة ، وعدم سماع المطالب المُحقّة ، وفوق كل هذا دعم لا محدود وغير مُبرر لكيان إجرامي ومدّه بالسلاح والأموال ، ودعم صورته البشعة على مستوى العالم ، كلها عوامل تؤكد من أنّ أميركا هي رأس الفتنة وصانعة الحروب وبؤرة النفاق ومُنتجة الوهم وقبيحة التفكير.
لذا، فبوصلة المواجهة يجب أن تبدأ في أميركا وتنتهي عندها ، وما الكيان الإسرائيلي سوى رقعة إجرام زرعتها أجهزة مخابرات عالمية لتشتيت المنطقة وطمس التاريخ ومحو كل حضارة موجودة.