رصد ومتابعة- خاص شبكة تحقيقات الإعلامية
خرج الشعب العراقي منتصراً على كل رموز السلطة السياسية الفاسدة وإثراء مرجعيات دينية ساهمت في إفقاره وإذلاله والمتاجرة به لسنوات.
خرج الشعب العراقي منذ اربعة ايام وسط الساحات في المحافظات، منتفضاً على الجميع دون استثناء، وساعياً للتأكيد أن لا أحد يمثل قناعاته بعد اليوم لا حزب سياسي ولا حتى مرجعية دينية، فكلاهما ساهما في سرقة مال الناس وحقوقهم، كلاهما كان شريكاَ في تجويع شعبٍ بأسره، شعب يرى مليارات البلد تتوزع بالمحاصصة على هذا وذاك، مقابل عجزه عن تأمين قوت طعامه.
شعب يحلم ان تهتم الدولة بالبنى التحتية لبلده، خارج أسوار العاصمة، بدلاً من ترك الشوارع بهذه الحال المزرية وانتشار الفساد وعدم القدرة على انجاز معاملة دون تمرير لهذا وذاك، فضلاً عن سوء التعليم وانعدام فرص العمل ومعها السيولة، وكله تحت شعارات سياسية ودينية.
شعب عايش كيف كان يُقتل المفكر والشاعر والمثقف على أعتاب منزله، كم عالم سقط بأيدي عصابات جاهلة وفاسقة ومجرمة وحقيرة، كم تغيرت معالم البلاد وكيف سُرقت موارد الدولة، وحتى المقدسات والمزارات الدينية تم العبث بالنذورات والاموال العائدة منها.
شعب بات اسير عقليات رجعية ومنحطة، تريد لشعب متعلم ومثقف أن يكون خاضعاً لرغبات هذه الجهة وتلك، حتى قرر الانتفاض على الجميع، ليخرج في مظاهرات أرعبت كل الناظرين والمراهنين على عدم ثبات الناس، ليوصل المتظاهرين رسالة مفادها : ” العراق لنا، سنعيده كما كان عليه”. بعيداً طبعاً عن حكم دول خارجية به او بالأحرى حكم كل محافظة وقسم منه من قبل دولة خارجية، وكأنه محتل من جهات عدة.
العراق اليوم بألف خير، ذلك أن عصر محاسبة الخونة قد ابتدء.