رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية
لم يُقدم المواطن جورج زريق على حرق جسده والرحيل عن هذه الدنيا ، فقط بسبب امتناع ادارة المدرسة عن اعطاء افادة لاولاده ، لنقلهم الى مؤسسة تعليمية اخرى تحترم كرامة الناس وفيها مدير يحترم شرف مهنته كما وذاته اولاً وحتى إلى ما لا نهاية.
فمعاناة جورج في تأمين حتى قوت الطعام لاولاده باتت عقيمة ، وهو حال أغلبية الشعب اللبناني ، ممن بات يعيش هاجس الاستمرار في هذه الحياة وعلى الأرض بذات الروتين من غياب الامن الاجتماعي وانعدام السيولة.
والوقوع تحت رحمة مدراء مدارس حقيرين ومدراء مستشفيات وقحين وتجار دماء وبشر ، فضلاً عن أننا نعيش تحت رحمة سلطة سياسية رذيلة ومنحطة ، وفيها ما فيها من صفات الشياطين وآكلي لحوم الناس وسارقي نعمة عيشنا وناهبي وطن باسره.
جورج قرر انهاء حياته ، بعدما بات يعيش أسير تلك الحياة ، أسير الفقر والفساد وغياب الحقوق ، أسير الاهمال والفوضى ومزاحمة اليد العاملة الاجنبية ، أسير الصفقات والضرائب وسرقة الناس ، أسير وطن بات بما يحتويه عبئاً على ناسه وأهله.
كثر ممن حسدوا جورج ، وهم ينتظرون الساعة التي يتخلصون فيها من الحياة التي باتت قاسية وظالمة ، فهل من يُنقذ الوضع ؟