Tahkikat News مجلة الكترونية يومية شاملة
مقالات مشابهة
متابعة خاصة – شبكة تحقيقات الإعلامية
لم تتعاطى الدولة اللبنانية مع فاجعة غرق مركب لبناني قبالة شواطئ طرطوس السورية، على النحو المطلوب، وأقصى ما جرى هو إتصال قام به وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية بالسفير اللبناني لدى دمشق وببعض المسؤولين في وزارة النقل السورية ، ثم بعد ساعاتٍ طويلة خرج موقف من رئيس الجمهورية ميشال عون يطالب فيه بمتابعة الحادثة ، ليأتي رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي ويعلن من نيويورك دعوته لوقف المتورطين في الهجرة غير الشرعية ، عوضاً عن توجيه ولو كلمة عزاء واحدة لأهالي الضحايا ، والذي نصفهم لبنانيين.
تعاطي الدولة اللبنانية المعهود غير المسؤول ، يدلّ على مدى حقارة هذا النظام السياسي الهشّ ، والذي لا يعرف إلاّ لغة الأكاذيب، وصوغ خطابات الإستفزاز، والنيل من عزيمة الناس الذين خرجوا مرّاتٍ ومرّات، مطالبين بحقهم فقط في العيشِ كبشر ، وربما يرضون بالقليلِ القليل غير الموجود ، حتّى فضّل البعض منهم الموت السريع في البحر، على الموت البطيء في الداخل (مع عدم التبرير إطلاقاً لهكذا أنواع هجرة غير شرعية).
ماذا كان ينقص أن تهبّ الحكومة اللبنانية للذهاب إلى طرطوس والتنسيق المباشر مع السلطات السورية هناك؟ مع الإشارة إلى التعاطي الإيجابي الراقي من قبل السلطات السورية في تعاونها مع حادثة الغرق واستنفار جهاتها المعنية كافة في سبيل إنتشال الجثث وإنقاذ الناجين، وتقديم كل سبل الدعم لهم.
دولتنا، بمسؤوليها أو سماسرة السياسة فيها، لا يعرفون سوى كيف ينشرون تغريدة على تويتر للضحك على الناس بأنهم من رواد الثقافة والإبداع، لكنهم في الحقيقة مجرد تجار دم ورجال مصالح (لا رجال فكرٍ وأخلاق وذكورية).
وللحديث تتمات …
