رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية
رغم كل العقبات التي رافقت عقد القمة الاقتصادية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية في بيروت ، لكنها كانت مناسبة لاثبات ان لبنان بات في منأى عن الاحتضان العربي لا سيما الخليجي منه ، حيث تُرِك في مستنقعٍ من الاهمال ، نتيجة تبعية الداخل لهذا الخارج دون غيره ، وعندما نقول الداخل نقصد كل الداخل دون استثناء ، فلكلٍ منه حاضنته الخارجية العربية منها وغير العربية.
القمة التي قاطعها العرب باستثناء الرئيس الموريتاني ، والحضور السريع لأمير قطر ، شكّلت مناسبة اضافية للاثبات ان العرب يعيشون اسوا مراحلهم ، فهم باتوا دمىً بأيدي الدول العظمى ، ولا قدرة لهم حتى على ادارة شؤون بلادهم ودعم حقوق شعوبهم والدفاع عن مقدراتهم.
فالقمة التي تحمل عنواناً او صفة اقتصادية ، كانت تحمل مفردات الشعر والغزل اكثر منها عرض معطيات لواقع اقتصادي عربي صادم ، وكان الاجدى على ممثلوا الدول عرض واقعهم المخزي والرؤى المستقبلية ، بدلاً من التباهي بانجازات كاذبة ومخاداعة ، فالشعوب العربية تسمع خطابات ممثليها وتضحك على نفاقهم ، “فكلنا بالهواء سوا”.
في المحصلة ، لبنان وتحديداً فخامة رئيس الجمهورية اراد من خلال عقد القمة والسعي الجدي لانجاحها مناسبة لايصال رسائل هامة خاصة فيما خص النزوج السوري والقضية الفلسطينية ، واثبات ان لبنان يريد عمقه ومحيطه العربي ، لكن يبقى حدود ما ذُكر داخل القاعة فقط ، وعند حدودها سيقف.
أمّة المليار باتت تفتقد للارشاد والمنطق ، وكل ما فيها من موارد وامكانات ضاعت في مهب التخاذل والنفاق والخداع واستعمال الدين في غير موضعه السليم.