facebook-domain-verification=oo7zrnnwacae867vgxig9hydbmmaaj

البطريرك صفير يجمع الوطن في يوم رحيله .. ورئيس الجمهورية يُقلِّده الوشاح الأكبر!

هو الوداع الأخير لرجل إستثنائي وبطريرك إستثنائي، الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، صاحب الكلمة الحرة، ومضى والذي مضى مرتاح الضمير.

هذا الوداع الوطني الجامع، بدأت وقائعه في الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، التي غصّت بالوفود الغفيرة التي أتت من كلّ المناطق اللبنانية، بحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، إضافةً إلى رؤساء الأحزاب السياسية ووزاء ونواب وسفراء من دول عربية وأجنبية، بينهم ممثلو الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وأمير قطر حمد بن تميم آل ثاني، وملك الأردن عبد الله الثاني والريس الفلسطيني محمود عباس.

الراعي: صفير أيقونة هذا الكرسي البطريركي
البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، عدد في عظته خلال ترؤسه رتبة جناز البطريرك صفير، مزايا الراحل الكبير، الروحانية والسياسية والاجتماعية والكهنوتية والكنسية. وقال الراعي إنّ “هذا الحضور الكبير يعزينا، وقد أتينا كلّنا لندعي للبطريرك الكبير مار نصرالله بطرس صفير، أيقونة هذا الكرسي البطريركي، ومعنا كلّ ما من يشاركنا الأسى. في مثل يوم أمس من بداية مئة سنة، وهو عيد سيدة الزروع، زرع الله في تربة ريفون نصرالله صفير، وحيداً على 5 شقيقات، سبقه منه ثلاث إلى بيت الرب، فكان مثل حبّة الخردل في الإنجيل وكان راعياً صالحاً على مصالح المسيح، راعي الرعاة العظيم وبخبرة السنوات الـ63 كان يعرف خرافه وهي تعرف صوته، واليوم يزرعه الله شفيعاً في كنيسة السماء الممجدة التي لا تنتهي، وهو عرف كيف يبني حياته على الأساس الثابت وهو الإيمان المسيحي والتجرّد والتواضع”.

وأضاف الراعي: “يوجد من بين الحاضرين كثيرون ممن تتلمذوا على يد البطريرك صفير، ويشهدون لمقدرته العملية ونباهته، فهو كان يقول كلمة الحق من دون مسايرة، وتعرّف إلى الكثيرين مما ولد لديه الفطنة والحذر. إنّ البطريرك صفير تعرف الى الناس والى السياسيين بتنوعهم وتبدلهم، مما كان عنده نوعاً من الفطنة وتولى رعاية الابرشيات وكان متفانياً وقام بأعمال الدائرة البطريركية بصمت وكان يعطي من دون أن يطلب شيئاً لنفسه، وكان يجد متسعاً للكتابة، فألّف 3 كتب وترجم أخرى”… كان الساعد الأيمن للبطريرك خريش مع المطران رولان أبو جودة، فقاد الثلاثة عملية احتضان المهجرين وضحايا الحرب الأهلية، وقادوا المقاومة الروحية والسياسية فاتيكانياً ودولياً ومحلياً”.

وتابع: “عندما انتخب بطريركاً وهو لم يطلبها ولم يسع إليها بل أعطيت له مع مجد لبنان، وكان على استعداد لحمل صليب لبنان، بنى خدمته على أساس الصليب وكان مدركاً أن عليه حملها وراح يعمل على إسقاط الحواجز النفسية وإعادة بناء الدولة بالقضاء على الدويلات. لبنان هو البلد الوحيد في المنطقة الذي تساوى فيه المسلم والمسيحي، واليوم الكلّ يجمع على أن وفاة صفير خسارة وطنية، وهو بطريرك المصالحة الوطنية، وهو المقاوم من دون سلاح، وصمام أمان للوطن، وهو رجل الإصغاء يتكلم قليلاً ثمّ يحزم الأمر والموقف”.

وأضاف الراعي: “الشهادة الناطقة الكبرى هي الوفود التي أتت للتعزية والصلاة منذ صباح الأحد والحشود التي وقفت على الطرقات لوداعه. الحزن الذي عاشه الشعب اللبناني ترجمته الحكومة في إعلان يوم أمس حداداً وطنياً، واليوم عطلة رسمية. إنّ البطريرك صفير كان قدوة في صبره وصمته وقوله: لن أكون الحلقة التي تنكسر، هكذا كان وإذ بالوطن ينجو والجميع عادوا للإتفاف حوله، فانطبقت عليه الآية الإنجيلية وفهمنا كلمة بولس الرسول بأنّه لو لم يقم المسيح لكان إيماننا باطلاً، صفير ملأ الفراغ السياسي وقاوم الوجود الغريب وكان صاحب شعار حرية سيادة استقلال”.

وتابع: “شاء صفير لقاء قرنة شهوان إطاراً جامعاً للقوى المسيحية المؤمنة بالوطن وصدى لصوته، وكان على تنسيق مع القديس يوحنا بولس الثاني الذي تبنّى قضية لبنان. ظلّ شغله الشاغل شأن كنيسته المارونية والكنائس في لبنان والعالم العربي، فأنشأ أبرشيات جديدة وقاد الإصلاح بتعيين اللجنة البطريركية وحلّ قضية الشراكة في الديمان ووادي قنوبين، وأنشأ الصندوق التعاضدي والمؤسسة اللبنانية للإنتشار ومؤسسة البطريرك صفير في ريفون وأعاد صفير إلى الحياة الرهبانية في قنوبين، وأعاد فتح المعهد الحبري في روما، قام بـ18 زيارة رعاوية خص فرنسا بـ4 منها والكرسي الرسولي كان يزوره اكثر من مرة في العام وفي عهده أعلنت قداسة قديسي الكنيسة المارونية الـ 5، أسس مع البطاركة مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك وشارك في مؤتمراته السنوية”.

وختم: “لا يمكن أن نغفل التعاون بين صفير والمطران رولان أبو جودة وحمل مآسي لبنان، وكأنّ المسيح الاله الذي اشركهما شاء أن يشركهما في مجده، فدعاهما خلال أسبوع واحد إنّ البطريرك صفير إذا يغيب عنّا فهو باق مرافق لنا بتشفعه لنا من السماء من قرب العرش الالهي”.

البابا: سيبقى صفير وجهاً لامعاً في تاريخ لبنان
كذلك قال الحبر الأعظم البابا فرنسيس في كلمة ألقاها الكاردينال ليوناردو ساندري، “أتقدم بأحر التعازي منكم ومن العائلة وكلّ أبناء الكنيسة المارونية التي رعاها البطريرك صفير لسنين عدة بكل وداعة وبكل حب. رجل حر شجاع، الكاردينال صفير قام برسالته بظروف مضطربة مدافعاً غيوراً عن سيادة واستقلال بلده وسيبقى وجهاً لامعاً في تاريخ لبنان”. وأضاف: “تعبيراً عن تعازينا أمنحكم البركة الرسولية ولكلّ عائلة صفير وأقاربه، وكلّ الأشخاص الذين رافقوه بسنيه الأخيرة ولكلّ الذين يشاركون في مراسيم هذه الجنازة”.

الوشاح الأكبر
وقد قلّد رئيس الجمهورية الراحل الوشاح الأكبر من وسامِ الاستحقاق اللبناني، وجاء في البيان: “أيّها الحضور الكرام، اليوم، حيث يودّع لبنان والكنيسة المارونية المثلث الرحمة غبطة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، صخرةَ قيامةٍ وارزةَ خلودٍ وزيتونةَ سلامٍ للبنانَ، وطن الله، على ما يذكرُ الكتاب المقدس، وتقديراً لما قدّمه للبنانَ وأبنائه من مختلف الطوائف، وقد كان المدافعَ عن حقّهم جميعاً بالحياة الحرّة، السيدة والمستقلّة، وفعلَ ايمانٍ حيّ للكنيسةِ ومؤمنيها، قرّر فخامة الرئيس منحَ الراحل الكبير، الوشاحَ الأكبر من وسامِ الاستحقاق اللبناني”.

عن investigation

شبكة مختصة بالرصد الإعلامي من لبنان إلى العالم. نعتمد أسلوب التقصِّي في نقل الأخبار ونشرها. شعارنا الثابت : "نحو إعلامٍ نظيف"

شاهد أيضاً

الدكتور جعفر: للإبتعاد عن لغة التخوين وتعزيز حضور الدولة

اعتبر مدير عام شبكة تحقيقات الإعلامية الدكتور محمود جعفر خلال لقاء صحفي ، أننا نحتاج …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!