facebook-domain-verification=oo7zrnnwacae867vgxig9hydbmmaaj
أخبار عاجلة

الباحث السياسي الجزائري محمد حسان دواجي لموقعنا: الشعب نال ما سعى لأجله، وما جرى يُشبه أحداث جويلية 1962!

حوار ومتابعة: خاص شبكة تحقيقات الاعلامية 

جوليا أحمد

إنها الجزائر، أم المليون ونصف شهيد، هي المدينة التي قاتلت وضحت بدم أبنائها لتأخذ حريتها. هي دولة عربية ذات سيادة تقع في شمال أفريقيا. عاصمتها وأكثر مدنها اكتظاظا” بالسكان هي مدينة الجزائر، واقعة في أقصى شمال البلاد، بمساحة تبلغ 2،381،741 كيلومتر مربع.

الجزائر هي عاشر أكبر بلد في العالم، والأولى إفريقياً وعربياً ومتوسطياً والثانية في العالم الإسلامي بعد جمهورية كازاخستان. تلقب ببلد المليون ونصف المليون شهيد نسبة لعدد شهداء ثورة التحرير الوطني التي دامت 7 سنوات ونصف.

قبل الولوج لما حدث في الجزائر قبل 22 فبراير الحالي يجب التذكير أن هذه الدولة شهدت و على مدار عشرين سنة أكبر عملية احتيال في تاريخها بظهور نوع من أشكال السلطة لم يتعود عليها المواطن الجزائري و لم تولد من رحم المجتمع الذي يغلب على سلوكه الطابع الثوري و الإفتخار بموروثه التاريخي المنبثق من ثورة الفاتح من نوفمبر المجيدة.

و بعد صعود الرئيس السابق للحكم العزيز بوتفليقه حاول ان يبني نظاما أحاديا شموليا مستغلا بذلك الظروف التي عاشها الشعب الجزائري قبل سنة 1999 حيث خرجت الجزائر من محنة عصيبة حافظ من خلالها على تمساسك البلاد رغم التدمير الذي طال مؤسسات الدولة و المجتمع من قبل الإرهب الأعمى.

وفي اتصال هاتفي ل “تحقيقات نيوز” مع الأكاديمي والباحث السياسي” محمد حسان دواجي” للوقوق أكثر حول ظروف وتبعات تغيير نظام الحكم في الجزائر، واما ستكون عليه المرحلة المقبلة،  أشار إلى أن ما حدث في الجزائر في 22 فبراير هو استعادة الشعب لهويته الثورية حيث خرج للشارع منتفظا رافضا” لاستمرار سيطرة قوى غير دستورية مكونة أساسا من عائلة الرئيس السابق و حاشيته و زمرة من المنتفعين من المال العام الذين كونوا ثروات طائلة بغير وجه حق من أموال الشعب و كذلك ممن شكلوا سلطة و قوى امتدت مفاصلها في ظل مؤسسات الدولة الحيوية.

مردفاً: لقد رفض الجزائريين رفضا” قاطعا” التمديد للرئيس السابق لعهده الخامس الذي كان يحضر لها محيطه رغم وضعه الصحي الذي أعاقه من القبام بواجبه ومهامه الأساسية منذ 2013.

مضيفاً: الأسباب الرئيسية للثورة تتمثل في تطلع الشباب الجزائري و عامة الشعب للحرية و الديمقراطية و سئمهم من سياسة التخويف التي تنتهجها السلطة خاصة بعد ظهور و تفشي مظاهر الفساد بشكل غير مسبوق حيث بلغ الى مستويات قياسية، و جعل الجزائر على رأس تصنيفات منظمات مكافحة الفساد في تقاريرها الدورية.

وتابع: السبب الثاني لهذه الثورة كان تماطل السلطة و القوى الغير الدستورية التي تدور في فلكها في احتقار الجزائريين بتجرأها على عهدة خامسة لرئيس مريض غائب و مغيب. ومما زاد الطين بلة هو المعاناة الإقتصادية التي يعايشها الجزائريين في حياتهم اليومية. فإن ارتفاع نسبة البطالة وسوء الخدمات الصحية والإجتماعية وتدني مستوى المؤسسات التربوية والجامعية جعلت من الجزائريين ينتفضون بكل ما يملكون من قوى لخلع هذا الرئيس وعهده. فهم شعب حروواعي ومستقل، يقول الدواجي.

مشيراً إلى أن الإجراءات العبثية في المجال الاقتصادي التي اعتبرها الجزائريون تدميرا للمقدرات الاقتصادية الوطنية و تراجع عن مبدأ السيادة الوطنية في الجانب الاقتصادي خاصة ما تعلق بطبع الاموال و تضخيم فواتير الإستيراد الذي بلغ 20 مليار دولار و التهرب الضريبي ورهن الاقتصاد الوطني و قوت الجزائريين بعائدات النفط و استفادة جهة واحدة من الأموال الجزائرية، كلها عوامل نضجت لتُخرج بوتفليقه من الحكم منكسراً خائباً.

معطياً الدور الأكبر لوسائل التواصل الإجتماعي في إظهار الحقيقة كما هي لأن الإعلام الجزائري كان يعاني من الغلق والتمييع في السابق حسبما أشار. 

وأكد الباحث السياسي” محمد دواجي” بأن لهذه الاسباب اّثارا” تدميرية على المجتمع الجزائري حيث أثرت السياسات العبثية للرئيس السابق و المحيطين به على حياة الجزائريين في كافة القطاعات  وعلى كل الفئات خاصة الشباب الذين يمثلون 70بالمئة من المجتمع الجزائري حيث نالهم ما نالهم من تهميش و بطالة و تشييع للإحباط و الإحتقار. فلقد شهدت السنوات الاخيرة ظاهرة الهجرة الغير شرعية فأصبح الجزائريون يذهبون في قوارب الموت بكل الاعمار و كل الفئات  بحثا عن حياة أخرى و هروبا من وضعهم المرير.

مضيفاً: كما ان الحياة السياسية و النقابية شهدت غلقا” وقمعا” كبيرا”.  فنالت الاحزاب السياسية المعارضة حصة الاسد من الأذى و التحرش و مُنعت من ممارسة حقها السياسي في طرح مشاريع سياسية بديلة لما تقوله السلطة حيث اصبح يمنع المعارضين من الاعلام و التعبير و ما بالك المواطن العادي.

في المجال النقابي أشار دواجي أن شهدت الجزائر قمعا لكل النقابات الغير موالية للسلطة و للرئيس السابق فكان للأطباء و المعلمين والطلبة كذلك نصيبهم من القمع والذي وصل لدرجة منعهم من التظاهر و دخول العاصمة التي اصبحت محرمة على المواطنين. ولكن تم تخطي هذا الوضع بفضل الشباب الواعي و القوى الوطنية من احزاب و شخصيات سياسية التي كانت دائمة الدعوة الى ضبط النفس و عدم الانجرار الى العنف واستفزازات السلطة حيث كان الأذى من قبل السلطة بكل اشكاله. و يذكر في هذا السياق ما قاله رئيس نقابة السلطة في حق النقابات المستقلة ووصفهم بأقبح الاوصاف و بكلام بذيء كما شهدنا عنفا لفظيا” و نفسيا” ضد السياسيين فكان يوصف المعارضين للرئيس السابق “بالخونة”.

وعن تبعات الثورة الإيجابية أشار إلى أنها ساهمت في بروز الوجه الحقيقي للمجتمع و المواطن الجزائري التي عملت قوى الظلام للسلطة السابقة لطمسها عبر مزاهر العنف في المجتمع و الملاعب و أمور اخرى عديدة. فقد ابرزت الثورة صورة المجتمع المتحضر و الراقي والقادر على تسيير مظاهرات بعشرات الملايين بدون مظهر عنف واحد. كما ظهرت مظاهر جميلة في المجتمع الجزائري بالتوازي مع الحراك من نشاطات تجميل و تنظيف الاحياء و شهدت المظاهرات تضامنا شعبيا” و تلاحما” بين افراد الشعب عبر مختلف الولايات و المناطق و تضامنا” بين أفراد الشعب و مؤسساته الأمنية و مؤسسته العسكرية جسده شعار الجيش و الشعب “خاوة خاوة” بمعنى اخوة اخوة بالتعبير الجزائري.

وفي معرض الحديث عن اّثار الثورة السلبية وكيف تم التخطيط لها، قال محمد دواجي “بأنه لا يوجد  ثورة مثالية مئة بالمئة فقد شهدت المظاهرات بعض المظاهر السلبية لكن كانت محدودة جدا”. وأن الثورة الشعبية لم تكن وفق تخطيط بمفهومه العام لكن كانت عفوية في إنطلاقها وفي نفس الوقت كانت كما أسلفت نتاج تراكمات نضالية للقوى الحية في المجتمع من نقابات مستقلة و شخصيات و احزاب معارضة و كذلك لمواطنين و فنانين شباب من مختلف الأعمار و الفئات ناضلوا منذ سنوات لوضع حد لسلطة الفساد و الاستبداد التي حاول بناءها الرئيس السابق و حاشيته. فقد كان التراكم النضالي ناجحا” و أحدث في النهاية انصهارا” لكل المطالب المجتمعية و القطاعية في قالب واحد سياسي ووطني موحد تلخص في ضرورة التخلص من السلطة الفاسدة و رموزها من الرئيس السابق و عائلته و حاشيته و كل رموز نظامه الفاسد و التي تكللت بما حدث من توقيف لرؤوس الفساد و بارونات نهب المال العام المرتبطين بالسلطة  السابقة”.

وختم قائلا” بأن الصورة الراسخة في أذهان الجزائريين من هذه الثورة المباركة هي نفس صورة الخامس من جويلية 1962 حيث عاش الجزائريين استقلالا” جديدا” و عادت صورة بيان الفاتح من نوفمبر في اجمل صورها حيث اثبت التاريخ ان الجزائر نوفمبرية و ان مبادئ الثورة المجيدة و تضحيات الشهداء مازالت راسخة في عقول و نفوس جيل الإستقلال و أي محاولات لطمس الهوية الجزائرية و تغيير شخصيتاهم و طبائعم لم تفلح فيها السلطة حيث حافظ الجزائريين على خاصية التميز في المنطقة. فلقد راقب الجزائريون ماحدث في الاقطار العربية بإهتمام شديد حيث حاولوا إستخلاص الدروس و تفادي الأخطاء التي يمكن ان تُحوِّل اي هبَّة شعبية الى خراب فقد كانتا التجربتين التونسية و المصرية مثالا”  يجب تفادي اخطائه و هفواته.

مستطرداً: فإصرار الجزائريين على إلتحامهم حول جيشهم هو الحجر الأساس لنجاحهم في ثورتهم. ،كما ان وحدة المطالب و اختصارها في المطالب السياسية و الديمقراطية بمثابة درس حيث عمد الجزائريين لوضع اختلاف توجهاتهم السياسية و الإيديولوجية جانبا” و صهرها في مطلب وطني واحد هو التغيير الدمقراطي للنظام بطريقة سلمية و حضارية بمرافقة الجيش و مؤسساته الامنية التي أظهرت حسن نيتها من خلال مرافقتها للحراك الشعبي و حماية الشعب و كذلك حرص الجيش الوطني الشعبي الجزائري على التشبث بقيمه الجمهورية و الوطنية.

عن investigation

شبكة مختصة بالرصد الإعلامي من لبنان إلى العالم. نعتمد أسلوب التقصِّي في نقل الأخبار ونشرها. شعارنا الثابت : "نحو إعلامٍ نظيف"

شاهد أيضاً

غزة وعمقها العربي … خذلان و تآمر

كتب| د. حسين المولى إنتصر العرب على غزة قبل أن ينتصر الغزاة الصهاينة، ولم تطلب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!