رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية
“سام” شابٌ عكاري استسهل الموت، في ظل واقع حالٍ بات يُنذر بكل ما هو سلبي وبشِع، فقرر أن يكتب عبر صفحته على الفيسبوك رسالة انتحار، هي بمثابة وصية لمن يتابعه، كما ولأهله والأصدقاء، “إدفنوني بِلون أُحِبهُ ؛ إرفعوا صوت أغنيّة أُحِبُها، لا تجعلوا جنازتي حزينة ؛ يكفي أَنَ حياتي كانت كذلك”، مرفقاً بهاشتاغ #رسالة_إنتحار.
طبعاً أغلب التعليقات رفضت كلامه، واعتبرته مجرد تغريغ لبعض الضغوطات والأعباء، ولكن، ألم تكن كل حالات الإنتحار للشباب، قد سبقها بعض الإشارات من قبلهم عبر مواقع التواصل؟! السؤال بإختصار، نعم، ونعم كبيرة.
من يستسهل كتابة رسالة انتحار، يصبح بينه وبين الموت شعرة رفيعة، قد يقطعها أو يتخلى عنها في أي وقت، من هنا وجب التنبه من ذلك، ومحاولة الوقوف الى جانب هؤلاء الشبان واحتضانهم، كما ومساعدتهم نوعاً ما، أقله معنوياً، في التخلص من هذه الحالة التي تعتري نفوسهم وعقولهم، لأننا نعيش وسط مجتمع بات يفتقر لأدنى مقومات الحياة، ولأن الشباب فعلاً يجد نفسه اليوم محاصراً من جميع الجهات، من عائلات غير متفهمة وتحتاج للتربية عوضاً عن أبناؤها، إلى مجتمع مريض، فدولة ساقطة وظالمة، وجو عام مُحبِط وغوغائي.
إن أغلب حالات الإنتحار بدأت بأمور سخيفة وأصبحت واقعاً مريراً، إلا أن مشكلة مجتمعنا أنه لا يتعلم من دروس الماضي ولا يأخذ العِبر من النسب الكبيرة لحالات الإنتحار بين صفوف الشباب خلال الفترة الماضية وما زالت دون توقف، حيث تجري بطرق مروعة وصادمة، يعيش معها المجتمع لأيام هول ما حدث ثم ينسى ويتجاهل الأمر، وكأن ليس هناك من مخاطر تعتري واقعنا، وحتى الدولة ذاتها تتعامل مع المسألة بإطارها الفردي، وكأنّ من انتحر أراد فعل ذلك لينشهر ربما أو لإعجابه في الفكرة.
علينا الإعتراف بفشلنا كدولة بكل المقايسس، وبتعاستنا كمجتمع مريض، يحتاج دواءًا قوي المفعول، لنعود لرشدنا.