المصدر: صحيفة “الوطن” – مصر
ممسكا ورقة وقلم، يكتب حروفا لا يراها المارة، ويفترش “عوض إسماعيل”، 10 سنوات، بمفرده الرصيف الممتد بسور جامعة الإسكندرية، ليبيع المناديل الورقية، فيأتي بين الحين والآخر سعيًا إلى الرزق، ويطلق شباب وفتيات الجامعة والمترددين عليه اسم “رامي”.
ويقول الطفل الصغير إنه لجأ إلى افتراش أوراق كرتونية متناثرة ليحمل عليها أحلامه وطموحاته وعبوات المناديل الملونة، ليبيعها، كسبًا للعيش، وإرضاءً لأسرته في مواجهة ظروفه المأسوفة على حالها.
ويساعد والدته، ربة المنزل، وشقيقته الصغرى ذات الـ7 سنوات في تحمل تكاليف المعيشة، موضحا أن والده توفى قبل عامين، موضحا أن معاش والده هو مصدر رزق الأسرة الوحيد.
يرى الصبى الصغير العثرات أمامه، ويشعر دائما بقلة الحيلة دون أن يعي بها، فتأخذه أقدامه كل يوم، قاطعاً مسافات طويلة، حيث يأتي من منطقة العجمي إلى الشاطبي، ويضيف لـ”الوطن”، أنه يتمنى تحقيق طموحه في الالتحاق بالجامعة.
يردف “عوض”: “الناس هنا بينادوني رامي واسمي الحقيقي عوض، وببيع المناديل عشان بساعد أمي في مصاريف البيت، ونفسي أكون دكتور أطفال مشهور”، موضحا أنه يسعى دائما إلى التفوق الدراسي بالمرحلة الابتدائية، ويستعد لاستقبال الفصل الدراسي الثاني.
أقران “عوض” يحفزونه ويشجعونه دائما، مؤكدا: “أنا بشتغل من زمان عشان والدي متوفي، وبحب شكل المدرسة والمذاكرة سهلة مش صعبة، ودايماً تقديرى ممتاز”.
ويتابع أن بعض المارة الذين لا يعرفوه يسخرون منه، والآخر يتعاطف معه بقدر قليل من المال، “هناك من يتقبلني كبائع للمناديل، وهناك من يسخر أو يتعاطف بقدر قليل من المال”.