كرمت جمعية المنتجين والموزعين السعوديين الفنانة المصرية سمية الخشاب عن أغنيتها الجديدة المناهضة للعنف ضد المرأة بتسلميها درعا يحتوي على “ختم الرسول”.
لكن تكريم الممثلة المصرية قوبل بموجة غضب عبر مواقع التواصل، إذ اعتبره مغردون سعوديون عملا استفزازيا، متسائلين في الوقت ذاته عن علاقة الخشاب بالمرأة السعودية.
وكانت الجمعية قد كرمت الفنانة سمية عن أغنيتها “بتستقوى” التي طرحتها أخيرا بالأسواق.
غضب واستنكار
وبمجرد انتشار خبر التكريم حتى ظهر عبر موقع تويتر هاشتاغ بعنوان “ختم الرسول ليس للعبث”، طالب من خلاله المغردون بمحاسبة الجمعية.
وعلقت المغردة فايزة الغامدي بالقول: “هذه إهانة للمقام الشريف ومساس بعظمته من قبل فاسقين وفاسدين ولقد عبثوا عبثاً خطيرا لابد من معاقبتهم أشد العقوبة وعدم التجاوز والتغاضي فهو اعتداء على مقام ختم خاتم الأنبياء”.
وبدوره كتب سالم الديثان: “ممكن توضيح لهذا التكريم لسمية الخشاب … ما العمل العظيم الذي قامت به مقابل ذلك؟ الأمر فيه تجاوز على الرسول الكريم وهذا ما لا نقبله قطعا أيا كانت الظروف”.
أما المغرد تركي الذيابي فعلق: “لا نعترض على التكريم. نحن نعترض على رمزية واسم الهدية. ختم الرسول عليه الصلاة والسلام الأجدر أن يعطى لغير أهل الفن”.
رفض للتغيير أم تسييس للفن؟
وكرمت جمعية المنتجين والموزعين السعوديين سمية الخشاب، أثناء زيارتها إلى الرياض، لحضور ملتقى المرأة الذي أطلق ضمن رؤية ولي العهد 2030.
وردا على الانتقادات التي طالته قال منظمو الملتقى في بيان نقلته صحف سعودية، إن مشاركة الخشاب جاءت بناء على خطاب تلقته اللجنة من جمعية “مصريون في حب الخليج”.
وأضاف المنظمون أن التكريم اقتصر على ثمان سيدات سعوديات تألقن في مجال العلوم.
وكانت الفنانة المصرية قد نشرت مقطع فيديو وثق لحظات تكريمها، إذ عبرت الخشاب عن سعادتها بتواجدها في السعودية.
ووسط الهجوم اللاذع الذي تعرضت له الفنانة ومستضيفها، ظهر فريق آخر للدفاع عنها، معتبرا الجدل الدائر حول تكريمها دليلا على “ازدواجية المجتمع وعدم تقبل شريحة منه واسعة لرياح التغيير التي جاءت بها رؤية 2030”.
وفي هذا السياق، ترى جميلة لامي أنه مع التغير السريع الذي تشهده السعودية تزايدت مخاوف البعض من تعرض الهوية السعودية للخطر أو “تشجيع النساء على التمرد”، حسب قولها.
وتردف: “هذا ما ظهر جليا عند تكريم سمية الخشاب، فمعه ظهر التزمت الديني من جديد الذي يحرم كل شيء ويصف من يخرج عنه بالليبرالي وعدو الدين”.
وغرد صاحب حساب ” manserseed ” معترضا على التبريرات التي ساقها البعض لتكريم سمية الخشاب: “ما أشاهده من انحلال وخرق للعادات والتقاليد وخاصة من خلال عملي ….. يعد موافقة لما يجري في العهد السعودي الجديد.”
وكان للمغرد عبد الرحمن الخطيبرأي مخالف، إذ كتب : “أنا لا أبرر .. أنا أطلب الدليل بتحريم إهداء المجسم لأي شخص حتى لو غير مسلم. هات الدليل”.
من جهة أخرى، لم ير البعض غضاضة في تكريم الفنانين بـ “ختم الرسول” طالما حفل سجلهم الفني بالنجاحات والأعمال الهادفة، على حد وصفهم.
وغردت الكاتبة سارة علي آل شيخ: “نساء بلدي للفرجة فقط، يجمعونهن ليرين كيف يتم تكريم بنات البلدان الأخرى، مؤتمر لإهانة المرأة السعودية إذ لا علاقة له بالسعوديات واستغلال اسم الدولة لتحقيق طموحات شخصية برؤوسهم، لا تستخدموا أموال الدولة لأحلامكم ونساء السعودية لتمرير خططكم”.
ولكن ما حكاية ” ختم الرسول”؟
شعار الجائزة التي تقلدت بها سمية الخشاب هو في حقيقة الأمر مستوحى من النقش الموجود على الخاتم الأصلي للنبي محمد. ويتكون “الختم النبوي” من دائرة تتوسطها كلمة “محمد رسول الله”.
وترجح بعض المصادر التاريخية أن النبي محمد كان يلبس الخاتم في خنصر يده اليسرى ليختم به مراسلاته لملوك وسلاطين العالم.
وفي عام 1917، نقلت الدولة العثمانية مقتنيات الحجرة النبوية في المدينة إلى اسطنبول.
ويحتفظ اليوم متحف قصر توكابي في تركيا بمجلدات مختومة بهذا الختم، إلا أن معظم المراجع التاريخية تشير إلى أنها تعود إلى حقبة ما بعد وفاة الرسول.