لا شك أن مشهدية ساحة الشهداء ورياض الصلح اليوم مهمة للغاية، وهي دعوات فردية غير منظمة أتت على خلفية ما يشهده البلد منذ مدة طويلة من حالات اذلال بحق الشعب ومحاولة افقاره إلى الدرجات القصوى، حيث تعمد الطبقة الحاكمة إلى محاولة تجميع المزيد من الثروات بشكل علني على حساب شعب بات لا فائدة منه سوى بالتصفيق والتصويت “متل ما هيي” للوائح السلطة والاحزاب الطائفية
إن التعويل على نبض الشارع ضروري ولا يجب ان يخفت ابداً، فكل تظاهرة مهما كان عدد الحضور فيها ونوعية الشعارات فهي مرحبٌ بها، في ظل حكم المافيات والميليشيات الطائفية وحكم الاجهزة الامنية التي تعمل لحساب الزعماء وتحت أمرة “معلميهم” الذين زرعوهم على رأس هذا الجهاز او ذاك
وتعالوا نعترف ان في لبنان منظومة سياسية ذكية للغاية تعرف ما تريد وكيف تحاصر الشعب وتجعله اسير افكارها وتوجهاتها ومصالحها، وكيف تضرب الناس فيما بينها، إذ أنها انشأت مؤسسات خاصة بها وليس منظومة دولة كما هو في اي بلد من حول العالم
إن حاجز الخوف من هذه السلطة الحاكمة لا زال موجوداً في نفوس الناس، فنحن لم نشعر يوماً بدفء الديموقراطية التي بقيت شعارات كذابة ومخادعة، طالما أن الاجهزة الامنية مُنصبَّة لملاحقة اي ناشط حتى النفس الأخير ومحاولة تشويه سمعته والتنكيل به
إن المطلوب المزيد من الاصرار على اصلاح هذا النظام الحاكم عبر التركيز على تفكيك نقاط قوته واحدة تلو الأخرى وهذا لا يتم دون أمران: الضغط الشعبي المستمر وتشكيل حالات وعي مجتمعية، والثاني عبر الانتخابات التي هي ممر الزامي.