يبدو أنّ كل المعطيات الطبية تتشارك في ذات النظرة العلمية ، حيث وباء كورونا سيفتكّ أكثر بالساحة اللبنانية خلال الأشهر القادمة ، لتكون المشاهد أكثر سوداوية والأمور نحو المزيد من التعقيد.
لذا لا يمكن الحديث بعد اليوم عن رفع للحظر بشكل تام ، وهو إن حصل فسيعود حتماً ليكون أكثر شمولية مع كل انتشار أكبر لهذا الوباء الذي يبدو أنه استحكم برقاب اللبنانيين.
وكلما انتشر وباء كورونا أكثر ، كلما شاهدنا تغاضٍ أكبر من قبل شرائح في المجتمع اللبناني تتصرف بالغباء وكأنّها أكبر من مرض فتّاك غيّر معالم دول عظمى بحالها.
وفي الواقع نحن اليوم أمام نوعي من الحصار، أهونه وباء كورونا وأخطره الضغط الإقتصادي والمعيشي الهائل في ظل سلطة لا زالت غير آبهة بحياة شعبها ، تُمرر الصفقات ، تسرق المليارات ، تسمح بكل اشكال التهريب ، إلى حدّ انها أوقفت توزيع اجهزة التنفس المقدمة هبات من دول خارجية على المستشفيات والبلدات لخلافات محاصصية حزبية دينية طائفية بغيضة فيما بينها.
لبنان في عين العاصفة الصحية والإقتصادية ، ويبدو أننا سنكون أمام درس قاسٍ للغاية ، لن نخرج منه إلا مُنهكين … علّنا بعدها نتعلّم!