Tahkikat News مجلة الكترونية يومية شاملة
مقالات مشابهة
رصد ومتابعة – شبكة تحقيقات الاعلامية
محمد خشفه
الشباب ، نعمة لا يدرك قيمتها سوى من دخل خط الشيخوخة ، فيصبح عمر الشباب حلما لا يفارق الخيال.
الإنسان ، بطبعه متقلب الاراء ، يتحسر على أيام مضت ، وسنوات من عمر ولّت ، متحسراً لو ان سنوات عمره ترد اليه ، ويعود إليها.
فالعمر غفلة، يلحّ على الإنسان العديد من الأسئلة، كلما مرت به سنوات العمر. يتساءل ما الذي حققه، وهل ضاع في غفلة منا زمننا!
في مسرحية «زمن»، لطلاب الدفعة الخامسة لمسرح «شغل بيت»، تابع الطلاب (عددهم 10) وعلى مدى اشهر متواصلة عملية التدريب والتحضير لإطلاق مسرحية “زمن” ، والتي أراد من خلالها الطلاب المشاركين في تأديتها ، كما والقيمين عليها ، إيصال رسائل عدة عن ايام تمرّ علينا من دون أن نشعر بها ، وكأن الخير بات يسير عكس زماننا ، لنكون شاهدين على خسارة ذاتنا معها.
يتحدث الطلاب مع الزمن، بعد ولوجهم عتبة الشيخوخه ، ليستعيدون شبابهم لنحو 90 دقيقة.
حيث يستقبلك الممثلون وهم عجائز، ليعودوا شباباً بعد أن يخلعوا سنين عمرهم ، «ليتحاوروا مع الزمن، ويحققوا ما عجزوا عن القيام به في فترة شبابهم، فالعمر غفلي والموت قفلي».
يوضح المخرج شادي الهبر في حديث لـ« ta7kikat fan تحقيقات فن »، على ان اسم المسرحية يدلّ على مجموعة اشخاص مسنين ، سنحت لهم الفرصة بأن يستعيدوا زمنهم ليفعلوا الاشياء التي لم يفعلوها.
وعمّا ما إذا كان المسرح اللبناني لا زال وهجه حاضراً في ايامنا هذه ، اعتبر الهبر أن المسرح لم تُغلق استاره يوماً وينطفئ وهجه ، فهو قيمة فنية لا بد وأن تستمر ، لانها مرتبطة بإرث الشعوب وتاريخها الفني والثقافي.
مضيفًا: “يوجد الكثير من الاعمال المسرحية في لبنان ، لها جمهورها الكبير ، وعروضها المستمرة، وهذه بشارة خير ، وتاكيد على ان وهج المسرح ، لم ولن ينطفئ يوماً”.
وفيما خصّ العراقيل التي قد تواجه عمل المسرح ، اعتبر أن ذلك يعدّ امراً طبيعياً ، فنحن في مسيرة عنادٍ يومية مع الابداع ، انطلاقاً من فهم الزمن الذي نعيش به.
مردفاً : كما خرّج المسرح عباقرة اخذوا حقهم في الاعلام سابقاً ، هناك العشرات ممن ابدعوا من دون أن يكون لهم فرص الاضاءة على انجازاتهم القيِّمة ، لكن الناس تعرفهم وتتحدث عنهم.
هذا ووجّه المخرج شادي الهبر رسالة لطلابه ، شاكراً جهودهم ، “مستحيل اتخلى عن ولا واحد منّون” ، مقدراً ما بذلوه من جهود جبّارة ، واصفًا اياهم ب “المحترفين” ، وانه يحبهم كثيراً.
خاتماً حديثه ، بالدعوة لتعزيز دور المسرح وحضوره ، لانه جزء أساسي من تاريخ الشعوب ، وفي لبنان شكّل علامة فارقة وجب استثمارها بالشكل المطلوب.
