Tahkikat News مجلة الكترونية يومية شاملة
مقالات مشابهة
رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية
الأمراض وما أدراك ما هي وما أكثرها، فليس هناك من منزل واحد في لبنان لا يعاني أحد أصحابه من مرضٍ أو يُناوب على إستخدام دواءٍ بشكل مستمر، ولذلك أسباب متعددة منها الإرهاق النفسي والإجتماعي، والتلوث البيئي الذي يضرب كل زوايا ومساحات لبنان، فضلاً عن ضغوطات الحياة اليومية والتي باتت قاسية على الكثيرين، ممن لا يجدون حتى قوت يومهم.
السرطان هو واحد من أهم الأمراض وأخطرها وأشدها إنتشاراً لدى معظم العائلات والبيوت، حتى بتنا نسمع وبشكلٍ يومي، عن حالاتٍ منه تنتشر بين الصغار والكبار، داخل البيت الواحد، فهذا المرض الملعون لا يُميِّز بين عجوزٍ على مشارف الثمانين، ويافعٍ يتسلّق سلم الحياة من جديد، فتعيش العائلات حالاتٍ من الحزن الدائم على من قصَّر الموت أيام حياتهم، وأخذهم عن غفلة، فرحلوا، ومعهم رحلت أرواحاً لا زالت تعيش على ألم الفراق.
نورما عثمان، إبنة الثمانية عشرة عاماً، من بلدة عانوت الشوفية، سقطت ورقتها مؤخراً بسبب هذا المرض، ومعها أُسقطت عائلتها ومحبيها في بحرٍ من الألم والحزن، بعدما أكل السرطان جسد نورما الطري، وشوّه ملامح وجهها الجميلة، وأرداها داخل قبرٍ علّه يريحها من أوجاعها، لكنه حتماً لن يُطفأ نار البُعد عن أهلها وخاصة والديها.
فضلاً عن المرض المعلون، هناك من هو ألعن منه فتكاً بقسمٍ كبيرٍ من الأفراد، صغاراً وكباراً، وهو “السُّكّري”، الذي ومن المعروف أنه لا يأتي إلا نتيجةً للحزن الشديد والمتكرر، ومن في لبنان اليوم، لا يحزن يومياً ويعيش حالاتٍ من التخبط المتكرر ويعيش مع اليأس مرغماً بسبب ما نحن عليه من واقعٍ أسود ومرير!
الأمراض النفسية كذلك على إختلافها تعصف بالعائلات اللبنانية، خاصة منهم الشباب من الأعمار الصغيرة، ذلك أنهم يضطرون للعيش عكس ما يجب، والمقصود هنا ليس الضغوطات فقط، بل وهذه التحولات السريعة سواء على مستوى المشاكل العائلية أو الفساد المجتمعي، مما يؤثر على تكوينهم النفسي بشكل كبير.
بيوتنا أسرار، لكنها اليوم باتت حكايات كل الناس .. وسقطت معها تلك المعادلة التي لطالما حافظت على الحد الأدنى من الأخلاق!
