facebook-domain-verification=oo7zrnnwacae867vgxig9hydbmmaaj

من داخل بيوتنا|ح١- ماذا عن التوحُّد .. هل هو بمرض؟ وما قدرة صاحبه على إقامة العلاقات الجنسية والإنجاب!

رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية 

إعداد: أحمد عزو 

          عايدة عيد 

هي حالة تستحق أن نسلط الضوء عليها، الجميع تحدث عنها ومن الواجب معاودة النقاش بها لا لمجرد النشر فقط بل من باب الشعور بتلك الحالة، لأن التوعية دائما ما نحتاجها وكي لا نقع بأخطاء دون قصد، قد ترسم واقعا أسود لمن هم بداخلها.

لا يدرك ما يدور حوله
لا يستطيع التعبير
لا يشارك أحد
كأنه الجسد وأنت العقل
وأنت الفكر
كأنه النور وأنت الطريق
قطعة منك ولا تعرفك
تنظر إليك وتجهلك

كثرت تحاليل الأطباء عن هذه الحالة، عن أسباب هذا التوحد هل هي جينات أم أنها تظهر لسبب بيئة معينة أم أنها حالة قديمة والآن اخترنا لها تسمية نظرا”لتشخيص الحالة ولتشخيص الحالة الانفرادية التي يعيشها الطفل؟

هذا الموضوع يؤلم الكثير من الناس يؤلم الأبوين الذين لا حول ولا قوة.

في التعريف الشائع 
التوحد حالة خاصة  وهي تعرف بأنها حالة الإنفراد بالنفس وطول التفكير أو الغوص في تفكير غير واضح، فالمتوحد يكون معك وفي نفس الوقت وكأنه في عالم آخر، حيث عازل يحول بيننا ومن هم يعانون من مثل تلك الحالة.

التوحد .. ليس بمرض

ولا بد من الإشارة إلى أن التوحد ليس بمرض و لا هو مثير للاشمئزاز او حتى للعصبية ، انه فقط انسان اختار الصمت بعيدا عن كذب و نفاق الكثير ممّن يتكلم ، و ترك لنا افعاله تتحدّث عنه.

هو ليس بمريض بل من ينظر اليه على انه حالة مرضية بالتأكيد هو من يستحق النظر في وضعه و معالجته ، التوحد حالة منتشرة في كثير من بيوتنا ؛ حالة تحتاج للحب و الحنان و الاهتمام ، تحتاج الى مجتمع يقدّر مثل هذه الحالات ليصنع منها الانجازات ، فهذه حالة تصمت من جهة و تتكلم من جهات اخرى.

التوحد .. والذكاء 

هل تعلمون ان صاحب حالة التوحد يفوق ذكاءاً و ذاكرة عن من ليس به التوحد؟ اليس الذكي الذي لا يتكلم بلسانه بل بأفعاله؟ هذا ما يقوم به من لديه هذه الحالة يحب الانعزال لا يتكلم مع احد لكن في داخله بركان من الحب و المشاعر تجاه من يهتم به و يحبه ، يبكي لبكاء من يحب و يحزن لحزنه و يبادله مشاعر اقل ما يقال عنها من اصدق المشاعر التي يمكن ان تعطى لإنسان لأنها نابعة من قلب انسان لا يعرف الكذب.

عنده قلب اصفى من ينبوع ماء دافئ، مجتمعنا هذا لا يقدّر هذه الحالة بل يحقّرها و يستخف بها في كثير من الاحيان دون مراعاة الشخص وأهله.

المعاناة .. كبيرة 

لكن، هناك حتما معاناة على عائلة الشخص المصاب بالتوحد ، لأن هذه الحالات بحاجة الى رعاية دائمة ، اموال طائلة للأدوية، و الى اوقات فراغ للجلوس مع المصابين بها، إذ أن عائلة الحالة تتحمّل اشياء لا يمكن تحمّلها ، فأنت تُعامل رجل في عمر 20 على انه طفل في اشهره الاولى لا يعرف الدخول الى الخلاء او ان يأكل وحده دون مساعدة او حتى ان يرتدي ملابسه.

ولأن هذه الحالة التي يصاب بها أي شخص تجعله عاجزا حتى عن القيام بأبسط الأشخاص، كان لنا لقاء خاص أُجرِيَ مع الدكتور محمد حشاش مختص امراض نفسية و عصبية ، تم الاستفسار عن مدى قدرة المتوحد على الزواج و الانجاب و على التواصل مع الاولاد و الزوجة ، و هل يؤثر على الاولاد جينيا و اجتماعيا؟

التوحد .. والعلاقات الجنسية 
إعتبر الدكتور حشاش أنه من ناحية القدرة الجسدية فالمتوحد قادر على الزواج و الانجاب ، و لكن من ناحية التواصل الاجتماعي هو بحاجة الى زوجة تتفهم الوضع و تتعايش معه و تساعده اذا كانت حالته لم تصل لمرحلة متقدمة فالحالات المتقدمة غالبا ما تصبح عدوانية و يصعب التعامل معها ، و تلعب الزوجة دورا هاما في هذا الزواج نظرا الى انها ترعى الاولاد وزوجها معاً.

و في غالب الاحيان اهل المتوحد يلعبون دورا هاما في المساعدة على التربية ، حتى انه من الممكن بعد الانجاب و مع نمو اولاده عند الكبر يصبحون هم من يهتمون به ويرعونه.

مشيرا إلى أن هناك بعض المتوحدين ممكن ان يكونوا قد وصلوا الى حالة صعبة و مرحلة متأخرة فلا يمكنه الزواج نظرا الى سلوكه الصعب و العصبي ، و هناك ادوية تخفف من حدة العوارض و لكن بالتأكيد لا تنهي الحالة كاملة.

وعما إذا هناك تأثير جيني لصاحب حالة التوحد على اولاده أجاب: لا ليس هناك تأثير جيني لأنه بالأصل حالة التوحد لا تأتي من الام و الأب،  بالمجمل الوالدين لا يكونوا مصابين بالحالة و لكن يأتيهم ولد مصاب بهذه الحالة ؛ اما على الصعيد الاجتماعي فأولاد صاحب حالة التوحد يتأثرون بوالدهم من ناحية عدم فهمه عليهم او التواصل معهم و لكن يتعلّمون احترام هذا النوع من الحالات على عكس ما نرى من مجتمعاتنا من قلة احترام و تجريح كبيرين.

و ختم الدكتور محمد حشاش قائلا ان هذه الحالة بالمجمل اذا كان وضع المتوحد مضبوط فمن الافضل ان نتواصل معه و ان ينتبه من يريد التواصل معه على مشاعره وأن يحسن التعامل  لأن الشكل الخاطئ من السلوك تجاهه يؤثر عليه سلبيا و العكس صحيح.

الا تستحق إذاً عائلة الشخص المصاب بالتوحد كل الاحترام؟ الا تستحق مجتمع يشعر معها و يراعي مشاعرها تجاه طفلها ؟ اليس من حقهم ان تحترم الناس طفلهم ؟ لا يطلبون الشفقة فحالة التوحد فيها ما لا تعلمون من خفايا و مواهب مدفونة بحاجة الى مختصين ليخرجوها منهم.

هل تعلم مثلاً ان بيتهوفن احد اهم عازفي الموسيقى ، مايكل فيليبس احد اهم السباحين على مر التاريخ، تيم برتون من اهم المخرجين، ساتوشي تاجيري مؤسس بوكيمون، نيكولا تسلا الفيزيائي التاريخي، اينشتاين من اذكى الشخصيات التي مرت ، كلهم عانوا من حالة التوحد!

إحترموا .. ودعونا نتوحد لنساند مرضى التوحد!

احترموا هذه الحالة و اعتنوا بها فكل منهم بداخله موهبة اظهروها و لا تقتلوها ، علينا ان نتوحّد لنساند حالات التوحّد.

عن investigation

شبكة مختصة بالرصد الإعلامي من لبنان إلى العالم. نعتمد أسلوب التقصِّي في نقل الأخبار ونشرها. شعارنا الثابت : "نحو إعلامٍ نظيف"

شاهد أيضاً

دفعت حياتها ثمناً لإنقاذ حياة إبنها .. السيدة لبنى أنقذت ولدها من السقوط وانزلقت بعده

توفيت السيدة لبنى رباح المصري اثر تعرضها لحادثة سقوط من على سطح منزلها في محلة …

error: Content is protected !!