facebook-domain-verification=oo7zrnnwacae867vgxig9hydbmmaaj

مع هشام فارس| طارق سويد: قريباً “أدهم بيك” مسلسل بإنتاج ضخم .. والعمل الأحب على قلبي كان “أماليا”

طارق سويد.. كاتب، ممثل ومقدّم برامج. أُشتهر بقلمه المميز والجميل الذي قدّم للمشاهدين العديد من الأعمال الجميلة، مثل مسلسل “حلو الغرام”، “وجع الروح”، “آماليا” وغيرهم.

يشتهر طارق سويد أيضاً بتعاطفه الدائم وميوله للإهتمام بالمحتاجين والأيتام والعُجّز بالإضافة لإهتمامه الكبير بالحيوانات. ذو شخصية مميزة على كل المستويات.

بالرغم من ضيق وقته سرقنا منه هذا الحوار الجميل على خلفية تصوير مسلسل جديد من كتابته “أدهم بك”. نترك لكم القراءة.

  • قريباً سوف يتم عرض مسلسل “أدهم بك” من كتابة طارق سويد. أخبرنا قليلا عن المسلسل. من هم أبطاله؟ متى وأين سيُعرض؟

أولاً “أدهم بيك” بدأت بكتابته منذ سنتين بعد الإنتهاء من مسلسل وجع الروح. وضعت به كالعادة كل طاقتي.

لن أفضح كل الأمور طبعاً، لكن هناك رواية أحببتها كثيراً للعملاق الأديب طه حسين، قرأتها وللمرة الأولى إرتأيت أن أستوحي، فأخذت من الرواية حدثاً واحداً وشخصيتين فقط، أما باقي الشخصيات فهي من نسج خيالي، ونعود بالأحداث إلى عصر الإنتداب الفرنسي.

المسلسل بطولة نخبة من الممثلين اللبنانيين منهم وبكل فخر: يوسف الخال- فيفيان أنطونيوس- يوسف حداد- بيتر سمعان- رندة كعدي- ريتا حرب- أسعد رشدان- رانيا عيسى- ليلى قمري – نغم أبو شديد والوجه الجديد كريستينا التي ستقف أمام يوسف الخال الذي سيُجسد دور أدهم بك، أدهم بك الذي يتعرض لصدمة في حياته من شخص مقرب له ومن حينها تتبدل شخصيته وجميع سلوكياته.

وبسبب هذا الشخص أضحى ينتقم من الكل وبات يرى أنه فوق الجميع. سنرى أكثر من 12 قصة أساسية في المسلسل وكما تعلم أحب دائما التطرق لقضايا إنسانية، فسنرى مثلا الإمرأة التي تخاف أن تخسر زوجها فتقوم بالمستحيل للحفاظ على زواجها، والإمرأة التي بدأت تتقدم في السن وتخسر ثقتها بنفسها.

  • عندما تقوم بكتابة نص معين هل تقوم مسبقاً بتحديد الشخصيات التي ستلعب أدوارها في المسلسل؟ وهل للكاتب دور معين في إختيار الممثلين أم أن هذا القرار يقع فقط على عاتق المنتج؟

طبعاً أرى دائما الشخصيات التي ستلعب دور معين في أعمالي. مثلا في وجع الروح لأن الإنتاج كان لشاشة الـ otv وأنا من كنت أنفذ الإنتاج، كان لدي كامل الحرية في إختيار جميع الأسماء التي مرت في خيالي بينما كنت أنسج القصة. وهذا ما حصل، وجع الروح كان إستثناء.

بالنسبة لأعمالي الأخرى طبعا لدي الحق في أن أوافق أو أرفض شخصية معينة لكن الكلمة الأخيرة للمنتج كونه هو من يستثمر ماله في هذا العمل. أحيانا كثيرة أعلم بأن هذا الممثل لا يعمل مع هذا المنتج أو العكس صحيح إنما هذا الشيء لا يمنعني أن أرى شخصا معينا يؤدي دور هذه الشخصية بالرغم من إني أعلم بأن هذا الممثل لن يكون على أرض الواقع لأسباب شخصية أو إنتاجية.

  • بين الكتابة- التمثيل والتقديم ماذا تفضل؟

هذا السؤال يذكرني بأحدهم عندما يسأل والدتي من تفضلين من بين أولادك الثلاث.

أعتقد أن الجمهور أحبني واعتبرني بأنني نجحت كثيرا وبكل تواضع في الكتابة وفي التقديم وحتى في التمثيل، منذ كنت في الثامنة عشر من عمري من خلال ظهوري بمسلسل “من أحلى بيوت راس بيروت”.

أستلذ في الثلاث وكل واحدة لها وقتها. لهذا تراني أكتب مسلسل كل عام أو عامين بحيث أكون متفرغا في هذا الوقت بخياراتي الأخرى (التمثيل أو التقديم) ولهذا السبب أيضا أكره الدخول في متاهة العقود كي لا أُجبَر على كتابة مسلسل أو تقديم برنامج وأنا مش عبالي.

أتبع مزاجي صراحة كي أقدم أشياءا ناجحة دائما، ونسب المشاهدة العالية على أعمالي تتكلم عن مدى نجاحي.

  • تطرقت في مسلسلاتك للعديد من القضايا التي لم يتطرق لها أحد من قبل. أي متى تقرر كتابة مسلسل جديد؟ هل هي مسألة قرار أم أن فجأة فكرة تراودك وتبدأ بكتابتها؟

هي ليست قرارا ولهذا السبب عندما تتصل بي شركة إنتاج أجيب بصراحة بأنه ليس لدي أي عمل في الوقت الحالي. ممكن لحدث صغير أن يُوقظ بداخلي قضية ما، أو فكرة ما في خيالي، وعلى هذا الأساس أبني شخصياتي، على أساس أمور تستفزني وقضايا إنسانية وحقيقية.

هذه الأمور تأخذني بخيالي إلى مكان آخر، وأود القول أنه لا مانع مثلا من أن أكتب قصصا كوميدية أتطرق من خلالها لقضايا إنسانية لكنني اتصور أن الجمهور أحبني في هذا الخط، وسأحاول المحافظة عليه قدر المستطاع.

  • أي من المسلسلات التي كتبتها كان الأحب على قلبك ولماذا؟

المسلسل الأحب على قلبي كان مسلسل آماليا، مع أن الجمهور أحب كثيرا مسلسل وجع الروح. لكنني أنا أحببت آماليا لأنه كان عملي الأول الذي كتبته وأنا في مرحلة النضج المهني.

أعني النضج في الكتابة، عندما تبدأ الكتابة بدون هفوات أو أخطاء، فسابقا لم يكن لدي النضج حتى كإنسان وليس فقط ككاتب.

آماليا كان واقعيا وحقيقيا تكلم عن المرأة الأرملة التي تتعب كثيرا في تربية أطفالها وإعالة عائلتها وحيدة في وقت نعتبرها للأسف أقل من الرجل خاصة في مجتمعاتنا الشرقية.

وجع الروح أحببته وأدهم بك أيضا، لكنني أنتظر عرضه كي أرى نتيجته، وحتى إن لم يلاقي النجاح نفسه مع العلم أن الجميع يُراهن عليه.

  • هل ترى أن الإنتاج اللبناني بألف خير اليوم أم لا؟

نعم بألف خير والدليل هو نسبة المشاهدة التي تحققها المسلسلات اللبنانية وأنا لست نحو الإنتاج المشترك لأنني أفضل الكتابة عن مواضيع أعرفها وأعيشها.

هذا لا يعني أن الأعمال المشتركة لا تنجح والدليل أعمال الكاتبة كلوديا مرشليان التي نجحت كثيرا لكنني أتكلم عن نفسي لهذا كانت مسلسلاتي لبنانية 100% بإنتاج متواضع، لكن أدهم بك إنتاجه ليس متواضعا أبداً، تكلفته عالية لوجود نجوم صف أول وملابس وأماكن تصوير وجيش فرنسي وآليات قديمة.

مجرد أن يتبنى الإنتاج هكذا عمل يعني أنه بألف خير.

  • هل تعتبر أن هناك دخلاء على مجال التمثيل اليوم؟

هناك دخلاء ليس فقط في مجال التمثيل بل في كل المجالات حتى في الطب نرى دخلاء، لكن هنا أريد التوضيح أنه لا يقع اللوم على هؤلاء الدخلاء لأنه من حق الجميع أن يحلم ويجرب، إنما أضع اللوم على المنتجين والمخرجين الذين يختارون ويسمحون لهؤلاء بالدخول، وبالتالي نرى الكثير من الممثلين الذين يمتلكون قاعدة جماهيرية واسعة جالسون في منازلهم لسبب من الأسباب التي لا أعرفها.

  • من من الكُتاب هو مثالك الأعلى؟

صراحة ليس لدي مثال أعلى في الكتابة، أشاهد أعمال الجميع وأتمنى لهم التوفيق لكن ما من مثال أعلى معين لي. الكتابة هي أن تُشغل خيالك وكل كاتب له خياله الخاص، وبالتالي خيالي لا يشبه خيال أي كاتب.

لا يوجد خيال صحيح وخيال خاطىء. عندما ننتقد عمل معين نكون قد انتقدنا خيال الشخصية أو أسلوب الكتابة. وكل كاتب له أسلوبه الخاص. أحيانا يتم مقارنتي في الصحاقة مع كُتاب لهم خبرتهم التي تسبقني بأكثر من عشرين عام، وهنا أصلا لا يجب المقارنة لأن خبرتهم ككُتاب وكأشخاص أكبر بكثير من خبرتي.

وأنا هنا أود التنويه بأنني لا أكتب كي أنافس أحد أو أمثل كي أكون أفضل من أحد، أقوم بهذه الأمور لأنني أحبها من أعماق قلبي.

  • بعيداً عن الكتابة، من المعروف أنك شخص عاطفي جدا وتتعاطف مع المحتاجين ومع الأيتام وحتى مع الحيوانات. من أين أتت هذه السلوكيات التي نادرا ما تراها في الإنسان اليوم؟ هل بالفطرة أم نتيجة حدث ما مثلا مر في حياتك وجعلك عاطفي لهذه الدرجة؟

أحببت هذا السؤال. وأنا أسأل نفسي يوميا لكنني لا أجد إجابة. لن أكذب عليك ولن أتكلم عن إيمان، فأنا إنسان لا زال يفتش عن إيمانه، ولن أقول أيضا بالفطرة لأنني منذ عشر سنوات لم أكن أفكر بهذه الطريقة.

أتصور أنني لا أملك إجابة لكنه شيء أحبه ويعنيني أكثر من أي شيء آخر في العالم، من المحتمل لأنني مررت بمرحلة من حياتي عشت الظلم والوجع.

عندما تتألم في حياتك تتجه نحو طريقين: الأول إما جعل الآخرين يتألمون مثلك أو الثاني أن ترفض هذا الألم على غيرك. حتى الحيوان أشعر أنه يجب حمايته كونه ضعيف. لهذا لا أملك أحكام على شخص معين طالما ليس هناك أذية للآخرين، أعتقد وصلت لها من خلال تجارب عديدة مررت خلالها في حياتي. وعملت على تطوير نفسي.

فمنذ عشر سنوات إلى الوراء لم يكن طارق كما هو اليوم.

يجب أن نعمل على أنفسنا كأشخاص كي نكون أناس بمعنى الكلمة.

طارق سويد من النجوم القلة، الذي أحبه كإنسان قبل أن أحبه كمبدع وفنان. أعشق ما يخطه قلمه وأنتظر أعماله على أحر من الجمر.

لأنه واقعي ومنطقي ومميز في كل الأعمال والنظريات التي يتبناها.

يكفي أنه إنسان بكل لا للكلمة من معنى ويكفي ما تحمله روحه من طيبة وإنسانية. عذرا على إدخال رأيي الخاص على صفحات هي ملكاً للقراء إنما للضرورة أحكام وطارق سويد يبقى إستثناء.

نص الحوار 

عن investigation

شبكة مختصة بالرصد الإعلامي من لبنان إلى العالم. نعتمد أسلوب التقصِّي في نقل الأخبار ونشرها. شعارنا الثابت : "نحو إعلامٍ نظيف"

شاهد أيضاً

الرئيس التونسي قيس سعيد

الرئيس التونسي: من حق الشعب الفلسطيني إستعادة أرضه ونعلن وقوفنا مع بطولاتهم بالكامل

صدر بيان عن رئاسة الجمهورية التونسية ، هذا نصّه: ‏تعبر تونس عن وقوفها الكامل وغير …

error: Content is protected !!