خاص شبكة تحقيقات الإعلامية
حسين المولى
سؤال على كل لسان عربي لماذا تتمدد إيران وغيرها في المنطقة العربية عبر بوابات يعرفها الجميع من دول ومنظمات وألوية والعرب يبكون على الأطلال الطائفية والمجد الغابر؟ وأنا أسأل عن أسباب هذا التمدد، لأجده في الكثير من الظروف والأسباب سنلخص بعضها:
أولاً: غياب المشروع العربي المشترك القادر على مواجهة كل المشاريع وخاصة ما يسميه العرب المشروع الصفوي في المنطقة في مقابل مشروع سياسي ديني إيراني ورؤية استراتيجية واضحة تسعى من خلالها لامتلاك أوراق تجعلها القوى الإقليمية الأقوى في المنطقة ما يعزز مكانتها الدولية على حساب العرب.
ثانياً: وقوف دول الخليج ضد مشاريع الإنتقال الديمقراطي في دول “الربيع العربي” الذي تحول الى خريف دموي مدمر وذلك خوفا على عروشها وخوفا من تمدد الثورات اليها نذكر هنا أنها احتضنت زين العابدين بن علي وطببت علي عبد الله صالح وحاربت دول وصول مرسي و رحبت به دول ودعمته.
ثالثاً: تأثير التدمير الممنهج للدول العربية سواء دول الربيع الدموي أو الخارجة من حرب أهلية طاحنة أو ذات النسيج الإجتماعي المفكك على أوضاع البلد السياسية والإقتصادية الفاسدة ولبناننا المصنف 46 بين الدول الأكثر فساداً لخير دليل على تأثير هذا التفكك في تغلغل إيران ودول أخرى في مجتمعه وحزب الله نموذجا وإن اختلف في مشروعه المقاوم لإسرائيل عن مشروع إيران السياسي في المنطقة.
وتحت هذا المسمى والتأثير أيضا لا بد من الحديث عن فشل الدولة أوالأنظمة العربية وخاصة العواصم التي تدور في الفلك الإيراني من بناء دولة المواطنة العادلة أمام جميع المواطنين سنة وشيعة ما عزز الإنتماء الأولي الديني لدى الشيعة خاصة لتعويض الإنتماء الوطني المفقود.
إذا غياب المشروع العربي الموحد وتشرذم المجتمع العربي والفساد المستشري وغياب الدولة الراعية للمواطنة الحقيقية وكيد العرب لبعضهم هم أسباب تغلغل إيران بمشروعها السياسي الإستراتيجي في منطقتنا العربية وحتى تصلح أمور أمتنا ستستمر مشاريع الآخرين على أرض العرب فلا لوم عليهم ولا عتب.