القاضي فرانك كابريو، ولد كابريو، الذى يبلغ من العمر حاليًا نحو ثمانين عامًا، لأسرة إيطالية هاجرت إلى الولايات المتحدة فى أربعينيات القرن الماضى، فعمل فى تجارة الحليب مع والده وهو لا يزال طفلًا صغيرًا، قبل أن ينهى دراسته الثانوية بشهادة فى العلوم السياسية، لكنه قرر أن يواصل طريقه بدراسة القانون، ليعين قاضيًا فى المحكمة البلدية منتصف الثمانينيات، ويشغل لفترة منصب رئيس مجلس المحافظين فى ولايته لشؤون التعليم العالى، قبل أن يعود مرة أخرى إلى ساحة القضاء رئيسًا للمحكمة المختصة بنظر المخالفات داخل المدينة، التى تعد ثالث أكبر مدن الولاية من حيث عدد السكان بعد بوسطن وروشستر، ويستمر فى موقعه لأكثر من ست دورات متتالية.
اشتهر القاضي فرانك كابريو، بصفة “القاضي الرحيم”، نظراً لأنه يتعاطى بعين الرأفة والحكمة والمنطق والضمير المهني العالي مع أغلب المخالفين الذين يَمثلون أمام قوس المحكمة لديه، حتى أنه لطالما بكت عيناه عند سماعه لحكايا بعض من مثلوا أمامه، فأنصفهم بقانون عدله وضميره، وزرع في قلوبهم محبة القانون لا الخوف منه.
يطلق كابريو عبارته الشهيرة ” تحت العباءة التي أرتديها في المحكمة لا يوجد شارة، بل قلب”، هو القلب الذي يهفت حين رؤية مظلوم أو فقير أو محتاج، فيخرج المرتكب من داخل قاعة المحكمة، عارفاً بذنبه، مدركاً ما فعله، محباً للقانون، وساعياً لألاّ يعيد تكرار مخالفته، مهما كلّف الأمر.
هناك الكثير من الفيديوهات على مواقع وصفحات الإنترنت يمكن للرجوع اليها، للتعرف أكثر عن طبيعة هذه الشخصية الإنسانية العظيمة، والتي تحتاج أوطاننا العربية مثلها، علّنا نتخلص من نظام قضائي ظالم، كان عوناً للأنظمة السياسية على حساب حق الناس في العيش الآمن والبسيط.