Tahkikat News مجلة الكترونية يومية شاملة
مقالات مشابهة
رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية
وكأنّ الشعب اللبناني يحتاج كل فترة ليسمع خبرية توقيف من هنا وهناك ليتسلَّى بها قليلاً على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث إلقاء شعبة المعلومات القبض على العقيد جوني حداد رئيس مكتب مكافحة جرائم الأداب بتهمة تشكيل شبكة دعارة شكّلت مادة دسمة للتعليقات والنكات، ضجت بها صفحات التواصل الإجتماعي، ليس من باب شكر شعبة المعلومات على عملها، أو أقله التأكيد على ما يعتري الوطن من مشاكل وخيبات، بل فقط لإضفاء الجو من النكات الذي اعتاد الشعب اللبناني عليه، حيث لا مسؤولية يريد تحملها ولا جانب من التركيز قليلاً يريد تشغيله، فكل شيء بالنسبة له يُؤخذ بطريقة المزاح وخبريات
لكن، هذا الشعب الذي يجعل من هذا الموقوف او ذاك شمَّاعة، ينسى أن هناك من يمارس الدعارة علناً دون أن يوقفه أحد، نسي أن خطابات مسؤوليه وزعاماته التحريضية وفساد السلطة والمعنيين وحرمان الشعب من أبسط حقوقه في العيش هي أخطر أنواع الدعارة وأشدها فسقاً وفجوراً وهي ممارسات علانية، ينبغي معها رجم هؤلاء بدلاً من تطويبهم، وبدلاً من إعادة إنتخابهم عند كل استحقاق مقابل وعوداً كان على الشعب أن يستفيق من غيبوبة تصديقها، خاصة تلك المطوَّبة بشعارات دينية أو طائفية
مشكلة الشعب اللبناني هي في نَفَسه القصير، فضلاً عن كثرة التعقيدات الفكرية في مخيلته، حيث زرع المسؤولين بداخله نظرية المؤامرة الدائمة، فمن يأتي ليعمل بحق وضمير ويحاسب ويكشف الفساد يتم تعريته واعتباره تابعاً لهذه الجهة الخارجية أو تلك، وتبدأ التحليلات عن مصادر تمويله، وكأن الشعب غير مؤمن بوجود ولو شخص واحد آدامي يهمه بحق صالح هذا الوطن والمصلحة العامة
بتنا فعلاً نعيش في مستنقع لا بل في بحرٍ من الفساد والمغالطات والأكاذيب، حيث بات مجتمعنا مليئاً بالعاهات والعنتريات وكل هو ما سيئ ووقِح، فيومياً نعيش جرائم متتالية ونسمع الكثير عن هذا الشأن، فيما الحلول بعيدة والممارسات الشيطانية في ازدياد… فهل من يعي قبل فوات الأوان؟
