رصد ومتابعة: خاص شبكة تحقيقات الإعلاميّة
في هذا الزمن الحديث ، وبينما العالم يبحث عن اختراعاتٍ جديدة ويُخطِّط لسنواتٍ قادمة ، ويعتزم إكتشاف الحياة الكاملة على كوكب المريخ.
نجد وعلى المقلب الآخر من الكرة الأرضية ، في لبنان الذي لطالما كان قبلة المشرق والمغرب ، مهد التطور والإبداع ، أنّ حلم الناس وأعظم إنجازاتهم هذه الأيام باتت تتمثّل في كسب كيلو لحمة مدعومة وليتر زيت وعلبة جبنة وغيرها من السلع المدعومة.
وهم ينظرون إلى الكون من حولهم كيف يتغيّر ، وهم حتمًا تغيَّروا ، لكن لشحّاذين حصة غذائية وبضعة ليراتٍ من حساباتهم البنكِيّة المنهوبة.
وفوق كل هذا ، يستفيق اللبناني ليجدّ نفسه من المُصفِّقين لخطاب زعيمه الطائفي ، إذ بات هذا الشعب منفصمًا بما فيه الكفاية ، فنصفه الأول مذلولاً ومستحقَرًا وبائسًا ويائسًا وجوعانًا ، فيما نصفه الآخر طائفيًا وبغيضًا ومُجرّد رقمٍ في صناديق الزعماء الإنتخابية.
الزعماء السياسيون ما زالوا يتّقِنون أساليب الخداع ، هم لم يُغيِّروا خطاباتهم ولا إخراج ألاعيبهم وأكاذيبهم ، طالما أنّ الأرضيّة الشعبية ما زالت تتقبل سماع هذا ، ولم تتحرّك لقول “كفى” ولو بِمُجرّد الكلام.
الخارج يلعب بنا ، فيما الزعماء يحرصون على زياراتهم فقط من باب “البهورة” فرئيس حكومة برم العالم كله من دون نتيجة ، ورئيس الحزب الحاكم الحالي جبران باسيل يتبهور هو الآخر من روسيا ، فيما فرنسا لا زالت راعية اي اتفاق لبناني منتظر لمصالحها الخاصة.
المغتربون في الخارج وفي ظل هذه الازمة او بمعنى اصحّ التحول الخطير ، هم المتقذون للبنان ، ولولاهم لكانت ربما الأمور في اعظم مساوئها وويلاتها.
في المحصلة ، لبنان اليوم بات خارج كل الحسابات ، حتى خارج عباءته وتاريخه وحاضره وماضيه ، باختصار هو خارج نفسه ، بانتظار معجزة ما.