وقفت السيدة مريم فرحات في مدخل البناية حيث تقطن في محلّة الطيونة ، تنتظر عودة طفلتها الصغيرة عبر باص المدرسة.
بين موعد وصول الطفلة ورحيل الوالدة مسافة زمنية لا تتجاوز العشرة دقائق.
رصا صة في الرأس أنهت حياة الوالدة التي كانت حسب شهود عيان تتجنّب الخروج كثيرًا من مدخل المبنى ، وقلبها خا ئف على طفلتها لتصلّ بأمان وسط حالة من الفلتا ن الأ.مني الكبيرة.
رحلت الوالدة قبيل وصول طفلتها ، رحلت وهي تنتظر صغيرتها لتعانقها وتحميها ، ثم تصعد معها نحو منزلها حيث بقية أولادها الأربعة.
رحلت السيدة مريم فرحات مظلو مة ، لا ذ نب لها ، رحلت تاركةً عائلة مؤلفة من خمسة أولاد وزوج ، رحلت في عزّ شبابها وطاقتها.
أمّا الطفلة التي اعتادت عناق والدتها كلما وصلت من المدرسة ، فقد سألت عنها كثيرًا … ولكن لا أحد يستقوي على الإجابة!